responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 115

الهرب وأرادت زليخا امرأة العزيز منعه، وتعلقت بقميص يوسف من الخلف فانشق القميص، وإذا بزوجها على الباب فافتعلت تهمة، وادعت أن يوسف أراد بها سوءاً، وطالبته بأن يسجنه أو يعذبه، وقال يوسف: إنها هي التي طلبت مني الفاحشة فرفضت، وجاءت الشهادة من داخل بيتها ومن أهلها إن شُق القميص من الخلف فهي التي لحقت به وشقته، وإن كان من الأمام فإنه- أي يوسف- الذي حاول الاعتداء عليها، فشقت قميصه دفاعا عن نفسها، فلما نظر العزيز وجد القميص مشقوقا من الخلف وحكم عليها بالخيانة، وأمر يوسف بأن يبتعد عن السوء، وأمرها بأن تستغفر لذنبها لأنها هي الخاطئة.

وهكذا أنقذ الله يوسف مرة أخرى من السوء، ولو كان يوسف فرضاً ضربها يدفعها عن نفسها ولم يبادر بالهرب، ودخل زوجها عليهما فماذا كان ظن العزيز حينها، أو ليس القتل سيكون مصير يوسف عليه السلام؟!.

بينات من الآيات

ما هي العصمة؟

[24] هل الأنبياء عليهم السلام معصومون بذاتهم أم بإرادة الله وروح الإرادة؟.

لأن الأنبياء بشر حيث يقول سبحانه (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) [إبراهيم: 11]. ويقول تعالى (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيّ ...) [الكهف: 110]. فبطبعهم البشري توجد فيهم كل الميول الموجودة في أي بشر آخر، يذوق جسدهم ألم الجوع والإرهاق والضرب والعذاب، كما تتحسس قلوبهم بألم الغربة وبضغط الشهوات، ولكن ما يميزهم عن سائر البشر أنهم موقنون ويعصمهم الله بروحه فإنهم يتجاوزون أنفسهم بسرعة، وآيات القرآن التي تعكس هذه المفارقة في حياة الانبياء كثيرة، ولا يكاد نبي مذكور اسمه في الكتاب يخلو عن حالة صعبة اجتازها بتوفيق الله، ولولا التوفيق الإلهي، ولولا روح الإيمان لكان معرضاً لنفس الحالات التي يتعرَّض لها أي بشر آخر، ويوسف واحد من هؤلاء البشر الكرام، المعصومين بروح الله، فلأنه إنسان مكتمل الشخصية البشرية كاد يهم بها، ولأنه موقن ومعصوم فقد رأى برهان ربه.

ومن هنا نعلم أن هَمَّ يوسف لم يتم عمليا بل كان هَمّا بالقوة، فلولا برهان ربه المانع من هَمِّهِ بالمعصية لكان قد هَمَّ بها، والتعبير القرآني يبين بلطف عجيب هذه المفارقة في آية أخرى حيث يقول ربنا عن النبي محمد صلى الله عليه واله (وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا) [الإسراء: 74].

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست