responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 112

فيه بالرغم من حسنه المفرط، وربما السبب محاولة التخلص منه مخافة أن يفضحهم، ويبين أنه ليس بعبد فيخسرون حتى هذا الثمن القليل‌ (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ).

كانت ملامح العبد وصفاته النفسية تختلف عن ملامح يوسف الذي كان كما يقول الرسول فيما روي عنه

(الكَرِيمُ ابْنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيم)

[1]. لذلك زهد فيه الناس تهيباً أو مهابة، ولكن لننظر عاقبة هذا الغلام الذي ينبذه إخوته في البئر ويزهد فيه السيارة، كيف يصبح سيدا ورئيسا.

التمكين‌

[21] جاؤوا بيوسف إلى مصر حيث اشتراه سيد مصر ومليكهم ليكون مساعده في شؤونه، أو من ولده وولي عهده‌ (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ) أي اجعلي مكانته كريمة وسامية عندك، فلا تستخدميه كأي عبد آخر، بل حاولي أن تربيه وتكلفيه الأعمال الهامة (عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) وهكذا أصبح الغلام الطريد الذي زهدوا فيه إبنا لعزيز مصر، وهكذا مَكَّنه الله في الأرض ماديا، أما معنويا فسوف يُعلِّمه من تأويل الأحاديث حتى يعرف عواقب الأمور، وسنن الحياة وأنظمة الكون‌ (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).

يزعم الناس أن حوادث الزمان تجري على غير هدى، ولا يعلمون أن وراء ما يسمى بالصدف إرادة حكيمة، ووراء ما يسمى بالأنظمة والسنن الطبيعية تدبير رشيد من الله سبحانه، وهكذا يشاء تدبير الله ألا يُقتل يوسف بل يوضع في غيابت الجب، وأن تكون أول قافلة تجارية تمر من هناك متجهة إلى مصر، كما يشاء تدبيره أن يزهد فيه القوم فيشتريه عزيز مصر .. وهكذا تتلاحق ما يسمى بالصدف، والاتفاقات حتى يصبح يوسف سيد مصر.

[22] شب يوسف وبلغ سن الرشد، وأتاه الله النبوة والعلم بسبب إحسانه‌ (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) يبدو لي أن بلوغ الأشد هو بلوغه سن الرشد.

(آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً) الحكم هي السلطة الإلهية التي تتجسد في النبوة، بينما العلم هو فقه الأحكام الشرعية وما يتصل بها من متغيرات الحياة.


[1] بحار الأنوار: ج 12 ص 218.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست