أحكَموا الخطة، وجاؤوا إلى أبيهم ليلا طالبين منه أن يبعث معهم يوسف
في الصباح ليتمشوا وليلعبوا، وتساءلوا لماذا لا يؤمنهم على يوسف؟ أو ليسوا أخوته
وهم له ناصحون؟! فقال يعقوب إن غياب يوسف يثير حزني، كما يثير خوفي من الحاق ضرر
به، كأن يأكله الذئب حين تغفلون عنه، ولكنهم أصروا على طلبهم، وتعهدوا بألا يغفلوا
عنه. كيف وهم جماعة؟! إن ذلك فقدان لعزهم وكرامتهم ولعصبيتهم، فلما ذهبوا به إلى
الصحراء أجمعوا أمرهم على أن يجعلوه في طرف البئر من داخلها وجاءه الوحي يخبره
بأنه سوف يتغلب عليهم ويذكرهم بهذا اليوم في الوقت الذي لا يشعرون.