responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 10  صفحه : 16

وقد أيد صاحب المجمع رضي الله عنه ذلك عن علي عليه السلام‌ [1]، وفي السقف دلالة على السلام والأمن.

وقد يكون من المصاديق الظاهرة والقريبة للكلمة طبقة الغلاف الجوي المحيطة بالأرض، حيث تصد النيازك والشهب عن الوصول إلى الأرض، كما تمتص وتحجب كميات من الوحدات الحرارية والضوئية الساقطة على الأرض من الشمس وغيرها، التي من شأنها لو سقطت بكلها أن تضر بالحياة عليها.

وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ قيل: [يسجر يوم القيامة] [2]، يدل عليه قوله تعالى وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ‌ [التكوير: 6]، أي صُيِّرت محمية كالنار والتنور، ويبدو لي أن المسجور الممتلئ والمتلاطم الموج، وهكذا في المنجد قال: [سجر التنور: ملأه وقودا وأحماه، والماء النهر ملأه، والبحر فاض، وسجر البحر هاج وارتفعت أمواجه‌] [3].

والعلاقة بين هذه الأشياء التي أقسم بها الرب قد تكون علاقة المعنى بالمادة، والمدنية المادية بحضارة القيم، فلو أخذنا ريشة، وحاولنا رسم صورة أو تصور عن مجموع ما ذكر لكان التالي: جبال+ عمران مدني+ السماء+ البحار (ذات الأثر الكبير في تحضر الشعوب)+ ذلك المجتمع الذي تحكمه رسالة الله (الكتاب)، وهذه هي معالم الحضارة الأساسية.

[7- 8] ومن الغلط أن يعتمد الإنسان على نعم الله، ويسخرها دون أن يحسب حسابا للعذاب فيضل أو يتعاطاها بعيدا عن بصيرة الإيمان، إنما ينبغي أن يكون من العقلاء، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران: 191]، وهكذا من التعرف على هدفية كل شي‌ء حوله يهتدي الإنسان إلى هدفه في الحياة فيسعى له، ومن الشهود الذي يراه ويتحسسه ينفذ ببصيرته إلى الإيمان بالغيب .. ومن هنا تكون العلاقة واضحة ووثيقة بين ما تقدم من الآيات وهذا التأكيد على العذاب.

إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ‌ ويبدو أن المقصود بالعذاب هو المعنى الشامل كما في الدنيا وما في الآخرة يدل عليه قوله في آخر هذه السورة وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ‌ [الطور: 47]، ذلك أن عذاب الدنيا نفحة من عذاب الآخرة، ودليل عليه، ونذير


[1] مجمع البيان: ج 9، ص 209.

[2] تفسير القمي: ج 2، ص 331.

[3] المنجد: باب سجر.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 10  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست