responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 77

القرآن الحكيم بين المحكم والمتشابه‌

لأن القرآن المجيد خطاب مباشر من الله خالق كل إنسان وإلى كل إنسان فلابد أن يكون مفهوما لهم جميعا بقدر ما يكون مهيمنا عليهم. يكون مفهوما لأنه خطاب، ويكونه مهيمنا لأنه من الله.

ولأن الناس درجات في العلم والإيمان، فلابد أن تكون آيات القرآن درجات فتنشأ المشكلة، حيث تكون الدرجة العالية غير مفهومة لمن هم في الدرجات الدنيا.

وهنا يتدخل القرآن ذاته لحل هذه المشكلة بأن يوقف هؤلاء الناس عند حدهم ويأمرهم بترك الآية غير المفهومة لهم. تركها لمن يفهمونها ممن تتناسب درجاتهم معها، في الوقت نفسه يكون عليهم أن يستوحوا من تلك الآيات التي تنالها أفكارهم وتتفق مع مستوى نضجهم. والقرآن الحكيم يسمي الآية المفهومة ب- (المحكم)، في حين يدعو الآية التي هي أعلى من مستوى فهم القارئ ب- (المتشابه) ويأمر الناس باتِّباع المحكم وترك المتشابه.

ومن هنا نعرف أن الناس ليسوا سواء في المحكم والمتشابه. إذ إن المحكم الذي يبدو واضحا عند فرد- لأنه في مستوى فهمه- يكون متشابها عند فرد آخر، لأنه أعلى من مستواه.

من هنا جاء في الحديث في تفسير المتشابه بأنه

[مَا اشْتَبَهَ عَلَى جَاهِلِهِ‌]

، وعليه يجب على من لم يؤت، فهم آية عليه أمران

1- أن يقف عند الآية، ولا يصيبه الغرور فيزعم أنه قادر على فهم الآية، فيفسرها برأيه فيضل ويضل الآخرين.

2- أن يلتمس من هو أعلى درجة منه لعله يتعلم منه معنى الآية. ولو لم يفهم- حتى مع التعليم- فعليه أن يدع علمه إلى أهله.

هذه الحقائق هي التي تذكر بها الآية الكريمة التي تقول هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست