responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 72

ماكنة الإنسان من الأخلاق الفاسدة والأفكار الباطلة.

من هنا تكمل عملية التزكية عملية التعليم وتأتي الواحدة تتمة للأخرى.

2- أما كيف يجمع القرآن بين التزكية والتعليم؟ فهذا يجب أن نبحث فيه عبر عدة نقاط

الأولى: إن القرآن الحكيم يوجه الناس إلى الحق، بالحق ذاته، فلا يجعل الباطل وسيلة لدعوة الناس إلى الحق شأن سائر الكتب التربوية التي قليلا ما تنظر إلى الوسيلة التي تحقق الهدف التربوي، من هنا يبين القرآن الحكيم السنن الكونية والقوانين الفطرية التي تحكم الحياة وتوجه الناس إلى معرفتها لكي يزكوا أنفسهم بمعرفتها.

وتوجيه القرآن نحو هذه السنن والقوانين يهدف إلى أمرين

الأول: هداية الناس إلى طريق صلاحهم الذي لا يعدو أن يكون التوفيق بين حياتهم وبين متطلبات السنن العامة.

الثاني: تعليم الناس تلك السنن. ومن الطبيعي أن يختفي الهدف الثاني من ظاهر القرآن، إذ إن سياق الكتاب يسير باتجاه التزكية مما ينبئ عن أنها الهدف الوحيد الذي ينشده القرآن، ولكن بالرغم من ذلك فإن نظرة فاحصة تهدينا إلى البيانات العلمية التي تنطوي عليها الآيات. فمثلا في سورة الرعد نجد الآية الكريمة إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ‌ [1] إنها حقيقة تربوية يتعرض إليها الكتاب لتثبيت المسؤولية الشخصية في نفوس الأمة.

وقبل هذه الآية وبعدها تذكرات بهذه الحقيقة.

ولكن النظرة الفاحصة تهدينا إلى وجود ما هو أشمل و أوسع دلالة في هذه الآية. إنه القانون الاجتماعي الذي يربط بين الحضارة وبين تطوير الصفات النفسية، ويقول: كلما كثر بناء قوم على هدمهم. تقدمت بهم الحضارة، ولا يكثر البناء على الهدم على صعيد الواقع إلا بعد وجود قابلية نفسية مناسبة على صعيد الذات.

لقد جعل هذا القانون العلمي في هذه الآية وسيلة لتزكية الإنسان وتحميله مسئوليته الكاملة تجاه التطورات الخارجية.


[1] الرعد: 11.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست