وهدف الجيش من القتال هو الانتصار، بيد أن هدف الجنود هو الشهادة،
لذلك فهم مستبسلون في ذات الله.
إن هذا هو شرط الله على المؤمنين الذي إذا وفوا به آتاهم أجرهم
بالكامل، وبالتساوي بين الذكر والأنثى، أدخلهم الجنة جزاء حسنا من عند الله
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ
وليس الدعاء وحده كاف للحصول على الثواب، بل العمل الصالح هو الذي يُعطى الجزاء
عليه بقدره بالذات مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ
بَعْضٍ أي كلكم في الثواب سواء، لأن بعضكم من بعض، وقد انحدرتم من أب واحد
فلا فرق بينكم.
فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ
الهجرة هي الخروج تلقائيًّا. وهو يخالف الإخراج لأنه بإكراه، وربما الهجرة هنا هي
الهجرة المعنوية، والإخراج هي الهجرة الجغرافية.
وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ
عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
إن الشهيد يغتسل بدمه فإذا به طاهر من الذنوب ويدخل الجنة بغير حساب.