رغبة، فكذلك على من يملك مالا أن يبذله في سبيل الله، من دون أي طمع
مادي (كأن يحب أن يمدح أمام الناس) ولاحتى عُجْب بما أتاه في الله (بأن يفرح وكأنه
قد أدى ما عليه بالكامل).
إن القرآن الحكيم يقصد بالآية السابقة طرد طبقة الأحبار عن إطار
التأثير في المجتمع، حيث يقول انهم كانوا قد خانوا أمانة الله في العلم.
وهنا يريد ضرب طبقة الأغنياء البخلاء، الذين لا يبذلون مالهم إلا من
اجل الإطراء، أو يزعمون أن قليلا من المال يخلصهم من مسؤولياتهم الرسالية
لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا
بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنْ الْعَذَابِ وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ.
[189] والله لا يحتاج إلى مال هؤلاء، لأنه
مالك السماوات والأرض، وهو قادر على كل شيء من دون أموال هؤلاء
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ولأن الله ملك السماوات والأرض، فإن على أصحاب الرسالة أن يتسلحوا بالتوكل على
الله، في مقاومة هذه الطبقة، والطبقة الحليفة لها، وهي طبقة تجار الدين الذين
يركعون للأغنياء، لبضعة دراهم ويخونون دينهم.