responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 493

هدى من الآيات

بمناسبة الحديث عن المتقاعسين عن الجهاد بأموالهم، وختما لسورة آل عمران التي أعطتنا رؤية متكاملة عن أهل الكتاب، يحدثنا الدرس هذا عن بعض صفات اليهود، الذين عبدوا العجل وكانوا أكثر خلق الله بخلا.

إنهم كانوا يتهامسون بأن الله فقير لذلك نجد المؤمنين به هم الفقراء أما نحن فأغنياء ويهددهم القرآن ويقول: إن كلامهم هذا مسجل عليهم كما سجلنا سائر أعمالهم السيئة كقتل الأنبياء- إن قولهم بأن الله فقير ما هو إلا تبرير لكفرهم وبخلهم وذلك مثل أنهم برروا سابقا عدم إيمانهم بالرسول، بأنه يفقد آية الرسالة التي كانت في زعمهم قربانا تأكله النار، والدليل على ذلك أنهم قتلوا الأنبياء الذين جاؤوا بهذه الآية ذاتها.

إن تكذيب اليهود للرسول ليس جديدا عليهم، بل إنهم كذبوا الأنبياء من قبله، بسبب تشبثهم بالماديات، تلك الزخارف التي لابد أن يرحل عنها الإنسان في يوم، فكل بشر محكوم عليه بالموت، وإنما الفائزون هم الذين يكتسبون الجنة بعد الموت.

ثم يبين القرآن الحكيم: أن مواجهة اليهود- وكذلك طبقة الأغنياء البخلاء- تتطلب جهودا مضنية، حيث لابد أن يسمع المسلمون من الذين أوتوا الكتاب من قبلهم، ومن الذين أشركوا أذى كثيرا، ومن ذلك الأذى أنهم يكذِّبون بالرسالة، بالرغم من ميثاق الله والرسول عليهم في الكتاب، بأن يؤيدوها ويصدقوا بها. إن طبقة الأحبار تتحد مع طبقة الأغنياء البخلاء في محاربة الرسالة الجديدة وإن الأغنياء يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا. والله غني عن أموالهم لأن له ما في السماوات والأرض.

بينات من الآيات

[181] الطبقة الغنية قد تكون متحالفة مع أولياء الرسالة، فتكون مجاهدة بما لها في سبيل انتصارها، ومتعاونة مع الضعفاء من الناس، وقد تكون متحالفة مع أعداء الرسالة، وهذه هي السنة الغالبة.

وعن هذه الطبقة يتحدث القرآن هنا، ولكن بالرغم من تجسدها في أشخاص اليهود، لا يذكر القرآن اسم اليهود لكيلايقتصر عليهم الحديث، بل يبقى شاملا لكل الأغنياء الذين يعادون الرسالة.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست