responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 478

ترصد هذه النفسيات لمعالجتها، أو إبعادها عن الساحة، كما يجب عليها ترقب شائعاتها الضالة، لدحضها وتبديلها بأفكار إيجابية بناءة، والقرآن حينما يعالج هذه الأمور بشي‌ء من التفصيل يعالج- أيضا- موضوع القيادة، باعتبارها مما يتعرض للنقد ولا سيما في ظروف الهزيمة.

إن المنافقين والانهزاميين من المسلمين، أخذوا ينالون من كفاءة بل من أمانة قيادة الرسول لهم، وكذلك تفعل الفئات المنافقة والمنهزمة مع كل قيادة في ظروف النكسة، بيد أن القرآن يدحض هذه الفكرة فيما يخص رسول الله بالذات، وفيها يخص كل قيادة أمينة اتبعت نهج قيادة الرسول بصفة عامة، ذلك النهج الذي تتحدث عنه الآيات وهو اللين والعفو والاستغفار (محاولة إصلاح الناس بشتى الطرق) والمشاورة والعزم والتوكل.

ثم يتحدث عن أمانة الرسول كرسول، وأمانة كل قائد رسالي ذي سوابق في التضحية فيما يرتبط بالمهمة التي نسبت إلى الرسول، والبعيد جدًّا عن طبيعة الأمة. ثم يختم الحديث ببيان درجة الرسول، وكرامة الله للإنسانية بأن بعثه إليها.

بينات من الآيات

[159] من أبرز صفات القائد، أي قائد سعة الصدر والقدرة على تحمل الناس، بما فيهم من سوء خلق، وتناقض، وجهل، وانحراف. وسعة الصدر بدورها لا تأتي للقائد إلا إذا كان هادفا، يحمل في قلبه رسالة عظيمة يستهين من أجلها بالصعوبات التي يلاقيها من قبل الناس، ولذلك ربط القرآن بين لين الرسول، وبين رحمة الله (المتمثلة في رسالته).

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ‌ خصوصا وأن مجتمع أهل الجزيرة العربية- كما كل مجتمع بدائي خشن- قد تشبع بالعنف بما فيه الكفاية، كان يحتاج إلى قدر كبير من الليونة، حتى يجتمع ويفكر في تصفية مشاكله بالتي هي أحسن.

بينما المجتمعات المتحضرة التي تعودت على الدعة، فإن الليونة قد لا تنفعها دائما مثل قوم موسى الذي كان نبيهم موسى عليه السلام شديدا معهم، لأنهم فقدوا إحساسهم بالكرامة.

والقائد يجب أن يربي نفسه على صفة الليونة، حتى لا تفلت منه كلمة نابية فيجر قومه إلى شر مستطير. والليونة تعني الصفات التالية فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ الناس تكون فيهم صفات سيئة، وأعمال خاطئة، وعلى القائد أن يصلحها ولكن بالحكمة ذلك أن هذه الصفة إنما هي نتيجة ظروف تربوية، واجتماعية، واقتصادية معينة، فلا يتحمل الفرد كل مسؤولياتها. وبالإضافة إلى ذلك فإن رؤية الفرد إلى تلك الصفات، والأعمال، قد لا تكون‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست