لايزال السياق يبين جوانب الإعداد المعنوي للحرب مع الكفار، ففي
الآية الأولى، نجد التحذير الشديد من التفكير في الاستسلام للكفار، الذين لا يرضون
إلا بإعادة الأمة إلى حالتها السابقة، حيث الخسارة لكل مكاسبها الرسالية.
ثم تبين الآية الثانية أن الله مولاكم وينصركم، والآية الثالثة تبين
أن الكفار يشعرون بالخوف من مواجهتكم، وأن عاقبتهم إلى النار.
ويضرب القرآن مثالا في الآيات التالية على ذلك، حيث استطاع المسلمون
إلحاق الهزيمة بالكفار، ولكنه لا يدعهم يسدرون في الأحلام، بل يذكِّرهم بمثال
الهزيمة وأسبابها، ومن أبرزها ضعف الروح المعنوية، والاختلاف، والعصيان.
ويذكرهم بأن الله مع ذلك أيدهم بنصره، حيث غشيهم الأمن والنعاس
فاطمأنوا إلى نصر الله.
بيد أن طائفة أخرى كانت في المعركة هزتها الخسارة فأخذت تتشكك في
القيم الرسالية،
[1] ضربوا: الضرب في الارض السير فيها، وأصله الضرب باليد، وقيل:
هو الايغال في السير.