responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 462

بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا [1] وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا [2] فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148).

هدى من الآيات

في إطار الحديث عن المواجهة بين الأمة والكفار، يذكرنا القرآن في هذا الدرس بضرورة التسلح بمنظار تأريخي، يكشف القوانين الاجتماعية التي وضعها الله للحياة، ومنها أن الحق ينتصر، وأن رسالة الله ما هي إلا توضيحات لتلك السنن، يهتدي بها المتقون، ويتخذون منها، عبرا نافعة لأنفسهم، بينما يتركها الناس.

إن التاريخ يكشف لنا: أن الفئة المؤمنة هي المنتصرة أخيرا، فعليها ألَّا تهن أو تحزن، ولكن دون أن يعني ذلك أنها تستطيع الغلبة دون تضحيات، ذلك لأنها ضرورية لكشف العناصر المؤمنة حقيقة بالرسالة، عن الأخرى المنافقة، ولتأديب العناصر المؤمنة، حتى ترتفع إلى مستوى الشهداء (القادة)، لتطهير نفوسهم من الغل أو الريب، ولتمييز الكافرين، وتصفيتهم جسديًّا وفكريًّا.

ثم إن التضحيات ثمن الجنة، فمن دونها كيف يفضِّل الله قوما على قوم، فيدخل بعضهم الجنة والبعض النار.

والتضحيات هي هدف المؤمنين، لأنهم كانوا يأملون أن يقدموا لله أغلى ما عندهم، حبًّا له وإيمانا صادقا به، وليس رسول الله ابنا لله حتى ينتصر أتباعه بمجرد الانتماء إليه، بل هو كسائر الرسل يحيا ويموت. والارتباط يجب أن يكون بالرسالة أكثر من الرسول، حتى يحصل الإنسان على جزائه من عند الله. والكافرون هم الذين ينقلبون عن الرسالة فور موت الرسول تفضيلا للدنيا على الآخرة.


[1] استكانوا: اصلها من الكنية وهي الحالة السيئة. يقال: فلان بكنية اي بنية سوء.

[2] إسرافنا: تجاوزنا الحق الى الباطل.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست