الصفة الأولى: هي العطاء سواء في حالة اليسر أو العسر، وبالتالي
التضحية بالمال، والإيثار به.
الصفة الثانية: عدم الاندفاع مع شهوات الذات، وبالتالي التضحية بغرور
الذات وأنانيتها وطغيانها وجفوتها في سبيل الله، وذلك بكظم الغيظ ومن ثم العفو عن
الناس، إن كثيرا من الخلافات الاجتماعية الحادة تنشأ في البدء من حساسية بسيطة بين
شخصين، تشتد حتى تصبح خلافا عقائديًّا مزعوما. وفي المجتمع الإسلامي يجب قتل الحساسية
وهي في المهد حتى لا تكبر وتصبح مشكلة كبيرة.
الصفة الثالثة: الإحسان إلى الناس وخدمتهم دون مقابل مادي دنيوي لأنه
الرابطة القوية التي تشد المجتمع ببعضه.
[135] الصفة الرابعة: للمتقين، وجود وازع
نفسي يردهم عن ارتكاب الذنوب أو على الأقل التمادي فيها وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً ذنبا كبيرا يعود ضرره على الناس،
أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بذنوب بسيطة يقتصر ضررها على الذات
فقط ذَكَرُوا اللَّهَ وعرفوا: أن الله يراقبهم ويحاسبهم
ويجازيهم فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا
اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ
أما في حالة الغفلة والنسيان، أو طغيان الشهوة، فقد يقعون في الذنب
ثانية، ولكنهم يستغفرون فورا، لأنهم لم يتعمدوا ذلك بوعي كامل.
[136] أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ
مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ هذه هي صفات المجتمع الإسلامي،
والشخصية الإيمانية التي يعدها الإسلام نموذجا للحياة السعيدة، وقوة يحارب بها
الكفار، وإنك لترى أن الصفة الأساسية في هذا المجتمع هي تقوى الله.