responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 446

فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117).

هدى من الآيات

في هذا الدرس يتابع السياق حديثه عن المسؤولية الاجتماعية تجاه القيم المقدسة، حيث يجب على الجميع أن يحافظوا عليها ويعرفوا أن محافظتهم عليها هي ضمان استمرار تقدمهم وعزهم، وأن التهاون فيها سيؤدي بهم إلى الذلة وغضب الله والمسكنة، ويأتي القرآن الحكيم بمثلين للالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، واحد من واقع الأمة الإسلامية، حيث أنها لم تستطع أن تصل إلى مستواها من المجد .. إلا بفضل قيامها بهذه المسؤولية، ثم يقارنها بمثل آخر من واقع أكثرية أهل الكتاب الذين تركوا هذا الواجب فَضُرِبت عليهم الذلة والمسكنة.

وحين يتحمل أبناء الأمة مسؤوليتهم الاجتماعية فإن ذلك سوف يعطيهم الوحدة المبدئية ذات الرابطة الإيمانية. إذ انه ينمِّي روح القيم السامية في الأمة لتشد بعضهم إلى بعض شدًّا متينا.

وفي آخر الدرس ينسف القرآن الأسس الفكرية التي تعتمد عليها أكثرية أهل الكتاب في كفرهم، وهي: الأموال، والمصالح، ثم الأولاد والطموحات، ثم حب الخلود في الدنيا. ويبين أن كل تلك القواعد تنقلب عليهم في الآخرة، حيث أنها لا تنفعهم شيئا وإن كل ما ينفقون في هذا السبيل أشبه شي‌ء بزراعة تطوف عليها رياح هوج فتهلكها .. إن كل أتعاب الفلاح ستذهب أدراج الرياح، بسبب ظلمه لنفسه، وعدم اهتمامه بموقع حيث زرعها في حقل مكشوف، كذلك الكفار كل ما ينفقونه في الدنيا لا ينفعهم شيئا في الآخرة.

بينات من الآيات

[109] بالرغم مما قد يلاحظه الناظر الساذج في أحداث الكون وبالذات الظواهر الاجتماعية فيها، من أنها ترتبط بهذا العامل أو ذاك. فإنها في مستوى أعمق محكومة بسنن فطرية عامة تُهيمن على السنن الجزئية أجراها الله في الحياة، وهو يدبرها من فوق عرشه العظيم بحكمته ورحمته، إن تقدم الأمم أو تخلفها، عزها أو ذلها، رفاهها أو شقاءها، وهكذا سائر الظواهر الاجتماعية ليست مجرد صدف عارضه؛ هي أشبه شي‌ء ببناء البيت أو زراعة الحديقة ويُحكمان بسنن جزئية تختص بكلٍ على حده دون إطار من السنن والحكمة التي تجمع سائر الظواهر الكونية الطبيعية والبشرية في نسق متفاعل، بل يخضع كل شي‌ء للسنن العامة المنبثقة من الحكمة والرحمة الإلهية، إذ كل الأمور مرجعها النهائي هو الله سبحانه‌ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست