والكتاب مبارك لأنه ينمي مواهب البشر العقلية ويزكيه ويفتح له آفاق
الحياة ويزيده هدىً وفلاحًا، ومن آفاق بركة الكتاب أنه أنزل في ليلة مباركة هي
ليلة القدر، حيث قال الله تعالى إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ
خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ[1].
وشهر رمضان ربيع القرآن، لأن فيه ليلة القدر، ليلة قال عنها ربنا عز
وجل إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ
أي أن فيها تتنزل الملائكة تنزيلًا بالبركة على الإنسانية جميعاً، لأن فيها ولد
القرآن؛ الكتاب ذو البركة والرحمة والعطاء والعناية الإلهية. ففي هذه الليلة يبارك
الله للناس بالعطاء والرحمة أيضاً، وذلك لشرف القرآن الكريم.
كتاب النور
إن الإنسان ليبقى في ظلمات الغفلة والجهل والحميات، ظلمات بعضها فوق
بعض، حتى ينزل الله على رسوله الكتاب ليخرج الناس من ظلمة الغفلة بالتذكرة (وإثارة
عقله)، ومن ظلمة الجهل (بالتعليم)، ومن ظلمة الحمية (بالتزكية وإلزامهم كلمة
التقوى)، وهناك يهتدى الناس السبيل إلى الله، حيث يتقربون بالأعمال الصالحة إلى
ربهم، قال الله تعالى الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى
صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ[2].