responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 434

أفسدوه بأعمالهم السابقة، مثلا السعي من أجل هداية من أضلوا من الناس‌ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌.

[90] لو تاب خونة الدين في المراحل الأولى من حياتهم، حيث تنفع التوبة في إصلاح الناس، وحيث إن الرسالة لا تزال ناشئة، وحيث تكون التوبة خالصة لله، ودليلا على تبدل حقيقي في الموقف. لو تابوا آنئذ قبلت توبتهم. ولكن لو استمروا على الضلالة، وقاموا بكل الفساد الممكن ضد الرسالة، حتى إذا انتشرت الرسالة وخسروا كل مواقعهم، تابوا لكي يكسبوا عطف الرسالة الجديدة، هؤلاء لا تقبل توبتهم، لأن توبتهم ليست في الله، بل من اجل تغطية فشلهم‌ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الضَّالُّونَ‌ أي أنهم لا يهتدون أبدا وأن توبتهم ليست حقيقية بل هي طمع في الدنيا.

[91] ويشبِّه أولئك الذين يستمرون على الضلالة حتى يدركهم الموت، أنهم من أهل النار، ولكنهم يأملون لو أنهم يملكون ثروة الدنيا، ويدفعونها من أجل إنقاذ أنفسهم من نار جهنم، ولكن هيهات. إن هؤلاء ضيعوا على أنفسهم فرصة جيدة في الدنيا والآن لا ينفعهم الندم‌ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ‌ءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوْ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ‌ إنهم في الدنيا خانوا الرسالة من أجل الحصول على بعض الثروة، وبعض الأنصار، وهناك في الآخرة لا تنفعهم ثرواتهم، ولا أنصارهم شيئا.

[92] وكان عليهم أن يضحوا في الدنيا ببعض الثروة، وبعض الناس، من أجل مرضاة الله. ذلك أن مرضاة الله لن تنال دون تضحية، ودون التغلب على حب الذات من أجل الله‌ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ‌ والله يعلم بما تنفقون في سبيله، ولا يخدعكم الشيطان ويقول لكم: اعملوا من أجل الناس، إنهم يعطونكم الجزاء العاجل، أما جزاء الله فلا يعلم هل يأتي أم لا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْ‌ءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ‌.

وكلمة أخيرة: إن رجال الدين هم المهدَّدون قبل غيرهم بخطر الابتعاد عن روح الدين، لأن الناس لو ابتعدوا عن الدين فالأمل معقود برجال الدين، أن يهدوهم، وقد يستجيب الناس لهداية رجال الدين، لأنهم يعترفون بدور أولئك في الموعظة والهداية، ولكن لو فسد رجال الدين فمن الذي يهديهم؟ وحتى لو افترضنا أن الناس يعظونهم فإنهم بالطبع يتعالون على الناس، ولا يستمعون إلى مواعظهم.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست