responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 432

وبحاكميته المطلقة على الكون.

وفي هذا الدرس تعالج الآيات قضية الارتداد بهذا المفهوم، وبعد أن تبين أن الله لا يهدي المرتدين لأنهم تعمدوا الكفر بعد الإيمان، والله لا يجبر أحدا على الإيمان بعدئذ يبين أن هؤلاء ملعونون عند الله، وبعيدون عن قيم الله، وملعونون عند الملائكة، فهم بعيدون عن سنن الحياة وملعونون عند الناس فهم بعيدون عن الجماهير.

ثم يقسم المرتدين إلى ثلاثة أقسام

ألف: الذي يتوب ويصلح ما أفسده.

باء: الذي يزداد كفرا، ولا يتوب إلا عندما يحضره الموت.

جيم: الذي لا يتوب حتى يأتيه الموت.

بيد أن القسم الأول فقط، تقبل توبته، أما الآخران فإنهما لن تقبل توبتهما. والارتداد- عموما- يحصل بسبب متاع الحياة الدنيا، وعلى الإنسان أن يقاوم إغراء الدنيا، وعلى الإنسان أن ينفق ما تحبه نفسه حتى يحبه الله.

بينات من الآيات

[86] الذي يكفر بالرسالة عن جهل، ثم لا يظلم نفسه ولا يظلم الناس، فإن عاقبته قد تنتهي بخير، ولكن الذي يكفر بالرسالة بعد الإيمان بها قلبا، ثم يظهر إيمانه أيضا بالشهادة بها علنا، ويقتنع بكل ذلك اقتناعا عقليًّا، ثم يكفر ابتغاء مصلحة ذاتية؛ فإنه لا ينال الخير ولا يهديه الله. لماذا؟

لأنه ظالم. وكيف؟

الذي يكفر بعد الإيمان، فإنما ينطلق كفره من قيمة ذاتية، أو عنصرية، أو إقليمية، أو ما أشبه، وكل هؤلاء يظلمون الناس طبيعيًّا، كما يظلمون أنفسهم، أترى من يعبد شهواته، أو عنصره لا يظلم الآخرين؟

والظلم يتناقض والهداية. ذلك أن الظلم يحجب العقل، ويفسد الضمير، ويضعف الإرادة في النفس. كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ‌ إيمانا قلبيًّا أو ظاهرا وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌ‌ شهادة في الظاهر وَجَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ‌ حتى اقتنعوا عقليًّا، وبالتالي كفروا بعد تكامل عناصر الإيمان، وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‌ لأن هؤلاء هم ظلمة بتقديسهم قيم غير قيمة التوحيد، وانطلاقهم منها في طريق الكفر بالله.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست