responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 423

أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وليس يختص بفضل الله بنو إسرائيل، لان الله الذي خلق بني إسرائيل، وتفضل عليهم برسالته، هو الذي خلق العرب. والخلق أمامه سواء، وإنما خصهم الآن بالرسالة لما علمه من كفاءات حملها فيهم‌ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ‌ ولأنه واسع لا يخصص فضله لجماعة دون أخرى، ولأنه عليم يجعل في كل فترة رسالته في موقع معين، تبعا للحكمة البالغة والمصلحة العامة.

[74] ولأن الله سبحانه عليم، ولأنه فعال لما يريد فلايحق لأحدٍ أن يعترض على مشيئته، لأنه أعلم حيث يجعل رسالته؛ من هنا فهو يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ‌ وفي خاتمة الآية إشارة لطيفة للناس ألا يتحاسدوا وألا يتمنى كل واحدٍ استلاب النعمة من الآخر، بل عليهم أن يسألوا الفضل من الله، لأنه سبحانه ذو فضل عظيم. وهذا هو الذي يسمى غبطة وهي صفة حميدة.

[75] لذلك نجد أن الله يختار اليهود تارة، والعرب تارة. وبالطبع إن هذه العنصرية لم تكن جزءا من رسالتهم السماوية، بدليل أن بعضهم- وهم المتمسكون جيدا برسالتهم- كانوا يؤدون الأمانة، حتى القنطار من الذهب‌* وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِما وتطالبه به بقوة حتى تستلم أمانتك منه.

ولكن لماذا يخونون الأمانة؟

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ‌ فلا يحاسبنا الله على الخيانة بالعرب الأميين، أو بالأحرى على الخيانة بكل شعب غير شعب اليهود، الذي نزلت عليه ومن أجله فقط رسالة السماء وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‌ إذ لم ينزل الله دينا عنصريًّا لناس دون ناس. ولكن دوافع هؤلاء الحقيقية هي دوافع مصلحية، وعصبية، ولذلك يتلبسون بالدين عمدا.

[76] وقد رأينا كيف أن الله يمدح طائفة من اليهود، لأنهم يؤدون الأمانة، إن ذلك دليل بسيط على أن رسالة السماء لا تعترف بالعنصرية أبدا، والقيمة الوحيدة عندها هي العمل الصالح، بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ‌ سواء كان ذلك العهد هو المال كما في الآية السابقة، أو كان العلم الذي حمَّله إياه الله لكي ينشره بين الناس. ولكن العصبية الجاهلية العمياء، هي التي أملت على اليهود مخالفة الهدى من ربهم لمجرد أنه أنزله على العرب، والواقع أن هذه العصبية انتهت بهم إلى عنصرية عمياء، فإذا بهم تجدهم يخونون أمانات الناس- مثلا- من دون أي حرج، بزعمهم أنهم لا يحاسبون على الذنوب التي يرتكبونها في حق الأميين.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست