responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 413

سيأخذهم العذاب الشديد في الدنيا، متمثلا في الذلة، والمسكنة، والتشرد، وفي الآخرة متمثلا في الجحيم وساءت مصيرا.

[57] وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ‌ ولأنه لا يحب الظالمين، فأولى به ألَّا يظلم أحدا من عباده، فلا يبخس أحدا حقوقه، كلا إنه سوف يوفِّيها بالكامل، ودون أن يُنقص منها شيئاً، ودون أن يعطي جنانه بلا شي‌ء من العمل الصالح، والجهد، ومخالفة الهوى، إن الأجر هناك بقدر العمل.

فلتعتبروا يا أولي الألباب‌

[58] تلك كانت قصص عيسى وقصص المعاصرين له، فهل هي مجرد قصة كلا .. إنها أولا آيات تدل على حقائق، وأبرزها أن أنبياء الله كانوا بشرا، وأن الله اختارهم لرسالته حين وجدهم أكفَّاء، وقادرين على العمل الصالح، وليس اعتباطا، ولا لأنهم كانوا من عنصر أفضل من غيرهم.

هذه حقيقة واحدة نستفيدها من قصص عيسى، وهناك حقائق أخرى نجدها وراء هذه القصص وهناك عبر وعظات نستفيدها من هذه القصص، أبرزها ما نتذكر به تذكر حكيم تفيدنا بصيرة عملية في الحياة، وعلما نافعا: من ضرورة العمل الصالح والاجتهاد، محاربة العناد في أنفسنا، حتى لا يصبح مصيرنا كاليهود بل حتى نرتفع إلى درجة الحواريين الصديقين لذلك لخص القرآن فلسفة القصص السابقة بالقول ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ‌.

[59] وبيَّن القرآن بعدئذ الحقيقة البارزة في قصص عيسى وقال إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‌ فليس‌ عِيسَى‌ ابنا لله، كما أن آدم لم يكن ابنا له، بل إن تلك القدرة التي قالت للتراب كن .. فكان رجلا سويًّا وأصبح آدم أب البشر، تلك القدرة هي التي خلقت عيسى من غير أب.

وكذب اليهود حين كذَّبوا مريم واتهموها بالإثم، لأن مريم كانت صدِّيقة يعرفها الجميع، ولأن الله قادر على أن يخلق عيسى من غير أب، كما خلق آدم من التراب.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست