responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 406

(50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51).

هدى من الآيات

كنا نتابع رحلة الرسالة مع مريم، وبالمناسبة مع زكريا، حيث اختار الله ابنه رسولا ليس عبثا ولا بمحض الصدفة .. بل لما تمتع به زكريا من إخلاص، ثم دعوته الصادقة إلى الله. ونعود إلى مريم، لنرى كيف أنها بدورها تضرعت إلى الله فوهب لها غلاما زكيًّا.

ذلك الغلام كان عيسى الذي اختاره الله للرسالة منذ الولادة .. كرامة لمريم الصديقة، ولأم مريم الصالحة، إن الله لم يبعث رسله منذ الولادة إلا في قصتي يحيى وعيسى، لكيلايعتقد الناس بألوهية الأنبياء، فلو كان الأنبياء آلهة إذن لكانوا أنبياء منذ الولادة، ولما ابتلوا وافتتنوا وخرجوا من مصنع الابتلاء ومن ثم اختيروا أنبياء.

أما يحيى وعيسى عليهما السلام فلم يكن اختيارهما عبثا، بل كرامة لوالديهما، وجزاءً حسنا لأعمالهما الصالحة، والله لا يعاقب أحدا بسبب ذنب غيره، ولكنه قد يكرم أحدا بسبب حسنة غيره.

وتبين آيات القرآن هنا بعضا من معاجز عيسى عليه السلام، ويشير القرآن إلى أنها كانت بإذن الله، لكي ينسف الدليل الثاني الذي تمسك به النصارى في اتخاذهم عيسى إلها، أما الدليل الأول وهو ولادته من دون أب، فيبينه حين يقارن بينه وبين آدم الذي خلقه من التراب فهو أولى إذن باتخاذه إلها.

وتبين الآيات خلاصة لدعوة عيسى عليه السلام والتي كانت خالصة لله، وأخيرا، ينهى الحديث ببيان أن الله ربي وربكم وعلينا جميعا التسليم له، وبالتالي فإن عيسى لم يكن سوى عبد مطيع لله، والآيات عموما تعالج فكرة العنصرية من زاويتها الدينية كما يأتي الحديث عنه.

بينات من الآيات

[42] لم تصبح مريم عليها السلام صدِّيقة ووالدة عيسى عليه السلام، لمجرد دعاء أمها، وتربية زكريا كفيلها، بل وأيضا لقيامها بواجبها في عبادة الله‌ وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ‌.

[43] ولكن لا يعني اصطفاك أنك غير مسؤولة عن عمل، ولا مكلفة بواجب، بل بالعكس تماما تتضاعف مسؤولياتك وأعمالك‌ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست