من خلال قصة واقعية لرجال عاشوا وخلفوا لنا عبرا .. آل عمران وآل
إبراهيم. ومن خلال تجربة حية لا تزال تتفاعل في الحياة. تتحدث آيات القرآن عن
حقائق كلية، وبصائر عامة، تكون هدى للناس جميعا وفي كل عصر.
ومن أبرز تلك الحقائق: أن العنصرية أخبث الثمار لقيمة الأرض، وقيمة
التراب، والتمحور حول الذات وتقديسها وجعلها المقياس الأفضل.
أقول: هذه العنصرية هي الطرف المتناقض تماما مع حقائق الكون، وسنن
التاريخ. وإنها فكرة متخلفة وباطلة، وتحمل في طياتها أخطر النتائج ضد الإنسان
وبوجه خاص ضد من يحملها.
ولابد أن تتجسد العنصرية في شكل تقديس ذات بشرية وجعلها في مصاف
الله، كما صنع النصارى مع عيسيعليه السلام، واليهود مع عزيرعليه السلام.
وتنتشر القداسة بعدئذ في أتباع عيسى عليه السلام، وأبناء عزير عليه
السلام، وأقاربه، وإذا بها تتحول إلى فكرة باطلة، تزعم أن مجرد الانتماء الجسدي أو
اللفظي يكفي لخلاص الإنسان من
[1] سيداً: السيد مأخوذ من سواد الشخص، فقيل: سيد القوم بمعنى
مالك السواد الاعظم، وهو الشخص الذي يجب طاعته لمالكه، هذا اذا قيد واذا اطلق فلا
يستعمل الا لله سبحانه.
[2] حصوراً: ممتنع عن الجماع، ويقال للذي يكتم سره: حصور.
[3] عاقر: من الرجال الذي لا يولد له، ومن النساء التي لا تلد.
[4] رمزاً: الايماء بالشفتين، وقد يستعمل في الحاجب واليد، والاول
اغلب.