responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 382

أمام الله سيحاسب حسابا عسيرا، فلابد أن يسلِّم للحق.

يقول القرآن بصراحة إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ وحين يذكِّرهم بمصيرهم الأسود حين يتحولون إلى مجرد وقود للنار، فلابد أن ذلك يرغم أنوفهم ويحطم كبرياءهم.

[11] وكمثل من التاريخ.

كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمْ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ‌ إن‌ آلِ فِرْعَوْنَ‌ وصلوا قمة التقدم المادي فهل انتصر لهم تقدمهم من الله؟ وهل نفعتهم أموالهم وأولادهم وأعطتهم مبررا لتكبرهم أو لمقاومتهم الحق؟

[12] وباختصار فإن الاستكبار عن الحق، لا ينفع الإنسان لا في الآخرة ولا في الدنيا، فأما الآخرة قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ.

[13] وأما في الدنيا فإن شواهد التأريخ تتوالى لتدل على أن أهل الحق هم الغالبون في الدنيا، ولهم النصر والمجد قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ فلماذا التكبر عن الحق مادام الباطل ذل في الدنيا وعذاب في الآخرة؟ إن التكبر عن الحق والإحساس بالتعالي والمجد يشكل نسبة النصف من أسباب الكفر، ويجب معالجة هذا الشذوذ في النفس بتذكيرها بعاقبة المتكبرين في الدنيا والآخرة حتى تخشع النفس وتقنت للحق. ثم ذكرت الآية أن في هذه الحقائق عبرة لأولي الأبصار .. فما هي العبرة؟ وكيف يستفيد منها الإنسان؟

العبرة هي- مثلا- الانتقال من الدليل إلى معناه، ومن رؤية ظاهرة الفقر إلى سببها الاجتماعي.

الذين لا يملكون الأبصار يجمدون على الظواهر ولا ينتقلون منها إلى الحقائق، فإذا رأى ظاهرة الفقر في المجتمع جمد عندها ولم يستدل بها على وجود الطبقية في المجتمع، أو وجود التخلف الفكري والصناعي مثلًا.

أما الذين يملكون الأبصار فإنهم لا ينظرون إلى الظاهرة فحسب بل إلى أسبابها التي يرونها من خلالها، والعملية تسمى عبور أو (عبرة) أي انتقالا من على جسر الظاهرة إلى شاطئ الحقيقة.

وظاهرة انتصار المؤمنين بالحق أبداً تكشف عن السبب وراءه وهو أن التكبر عن الحق ذل حاضر في الدنيا. إنما هذا الكشف يختص بمن يبصر أما من يغض طرفه عن الحقيقة فحتى الشمس يمكن أن تخفى عليه.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست