responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 368

إن ضرورة الالتفاف حول القيادة الشرعية رغم تنوع رجالها وتعددهم ونبذ القيادة الكافرة، يعتبر موضوعاً رئيسياً لهذه السورة المباركة.

وتتحدث هذه السورة عن الوحدة المبدئية التي تربط رسالات السماء ببعضها، كما تربط عناصر الأمة فيما بينها، وكذلك تفصل بين الأمة الإسلامية وبين الأمم العنصرية الأخرى. فالمبدأ هو المقياس وهو القيمة، فهو الذي يفصل بين الأخ وأخيه، وهو الذي يربط بين العربي والأعجمي.

ومن هنا؛ تشير آيات سورة (آل عمران) إلى فكرة (العنصرية)، والتي تتجسد في عبادة أشخاص، واتخاذهم آلهة من دون الله (مثل عيسى عند النصارى). باعتبار أن هذه الفكرة هي جذر فكرة العنصرية، وهي تمثل أخبث ثمرة لتقديس الذات. لذلك يفصِّل القرآن الحديث حولها.

وهذه السورة، تتحدث في البدء عن الله الذي أنزل الكتاب بالحق ليهدي الناس؛ ولأن الله لا يخفى عليه شي ء، فهو أحق أن يهدي إلى الحق (الآيات: 1- 6).

والكتاب الذي يمثل الدين الحق، لا ريب فيه، وإنما يختلف فيه البعض لأنهم يبتغون الفتنة، ويعتمدون تحريف الكتاب بسبب ابتعادهم عن المسؤولية، فهم لا يؤمنون باليوم الآخر، ويزعمون أن أموالهم تغنيهم عن العذاب (الآيات: 7- 13).

إن الشهوات هي وراء انحراف الناس عن الحق، وإنما الخلاص منها بالإيمان بالآخرة، وبما أَعد الله للصابرين عن الشهوات من أجر عظيم (الآيات: 14- 18).

ورسالة الله إلى الإنسان واحدة، لأنها تشع من المشكاة ذاتها، بيد أن اختلاف الناس فيها نابع من أنفسهم المريضة، التي تريد الظلم والبغي. ولكي تتخلص البشرية من الاختلاف، فلابد أن يتكامل إيمانها بالله تعالى، وتبتعد عن العنصرية، وتعرف أن الله يراقب تحركاتها، وتؤمن بيوم الجزاء وتتبع رسل الله (الآيات: 19- 32).

وقد اختار الله رسله؛ لأنهم اتبعوه الله وأخلصوا له العبادة، فليست هنالك أية عنصرية، وليس النبي عيسى إلا عبداً لله، امتحنه الله فاختاره لرسالته. وإذا لم يكن عيسى عليه السلام إلا عبده، جزاه الله بصالح عمله، فهل يقدر البشر أن يتقدموا بلا عمل صالح، ولمجرد أنهم من عنصر مقدس؟!.

إن العنصرية هي أسوأ ما تعانيه البشرية، وهي الطرف المعاكس والمتناقض تماماً مع الرسالية.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست