responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 364

وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ‌ هذه هي حدود المسؤولية، ومشكلة الإنسان أنه قد يقع في الذنب حتى داخل هذه الحدود فيحتاج إلى العفو. العفو عن الذنب والتغاضي عنه، وعدم العقاب عليه، أما الغفران فهو محو الذنب من قائمة الشخص وتصفية آثاره. والإنسان بحاجة إلى عفو الله وغفرانه، كما يحتاج إلى توفيق الله له بأن يصلح من نفسه ما أفسده الذنب عليه.

إن كل ذنب يخلِّف في ذات الشخص وداخل مجتمعه آثارا، وعلى الإنسان الذي يتوب إلى الله من ذنوبه أن يقوم بجهد مكثف بإصلاح ما أفسدته الذنوب، وهنا يحتاج إلى رحمة الله.

وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ‌ وهذا الدعاء الأخير هو تطلع الأمة إلى المستقبل، هذا التطلع الذي يعتبر هدف الأمة المقدس الذي يتمحور حوله كل أبنائها.

إن أية أمة بحاجة إلى هدف يكون بمثابة حبل يشد بعضهم ببعض، وقناة تصب فيها جهود الأمة، ومقياس لمدى تقدم الأمة أو تخلفها، ودافع قوي لأبناء الأمة يدعوهم إلى التضحية والعطاء والنشاط والتعاون.

والأمة الإسلامية تتطلع إلى يوم تنتصر فيه على الكافرين، وتحقق مبادئ الإسلام في الأرض، وتحمل الخير لجميع الناس. إنها تتطلع إلى تطبيق رسالتها في الأرض، ولذلك فهي ليست أمة عدوانية، أو عنصرية، أو استعمارية، إنها أمة تبني ذاتها لتهيئها للعطاء.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست