responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 359

وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ‌ لأن ذلك أقسط عند الله، وأبعد للخلاف في المستقبل. خصوصا في الصفقات الكبيرة كالعقارات. وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ أي لا يجوز الإضرار بهما بسبب شهادتهم بالحق‌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ‌ فالإضرار بالكاتب أو الشهيد يجعلهما يميلان عن الحق ويجاريان الأقوى، وقد تكون أنت الأقوى اليوم، أما غدا فيكون خصمك هو الأقوى، في حين تكون أنت صاحب الحق ضعيفا. وإذا انتشر في المجتمع الإضرار بالكاتب والشهيد، وبالتالي انتشرت الكتابات الوجاهية وشهادة الزور، آنئذ قد تصبح أنت ضحية هذا الفسوق، لذلك قال القرآن فُسُوقٌ بِكُمْ‌ أي فساد يشملكم كلكم، وهنا ثغرة قانونية تسدها التقوى، إذ ينبغي أن يلتزم الجميع بعدم الإضرار بالكاتب والشهيد التزاما نابعا من إيمانهم بالله، حتى لا ينتشر الفساد والفسوق. وأخيرا يذكرنا الله بعلاقة التقوى بالعلم، ويبين أنه إذا كانت التقوى نابعة من الإيمان بالله، فإن العلم هو الآخر نعمة من نعم الله، فعلينا ألَّا نكتفي بواحد عن الآخر وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ‌.

هذه الآية أطول آية في القرآن، وتناولت العلاقة بين الغيب والشهادة، بين الروح والجسم، بين الإيمان والعلم، وبالتالي بين النصائح الخلقية والأنظمة الاجتماعية، وهي توصي بضرورة الوصول إلى الحق عبر أي وسيلة مادية أو معنوية مشروعة ممكنة، وتدع الباب مفتوحا أمام بعض الوسائل الحديثة التي تكشف صاحب الحق، لأن كل وسيلة مادية توصلنا إلى اليقين التام والعلم القاطع بالحقيقة يأمر الإسلام بها، ويعتمد عليها جنبا إلى جنب اعتماده على روح التقوى المتجذرة في النفوس.

[283] وتكميلا للحديث عن الدين يتحدث القرآن عن الرهن فيقول* وَإِنْ كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تجِدُوا كَاتِباً فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فإن الرهن يساعد على استمرار العلاقة التجارية بين الناس، فعملية الرهن ليست مفروضة لذاتها، بل بهدف المحافظة على حق الدائن.

فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ‌ فمادام الشخص وضع ثقته فيك فلا تخنه في أمانته، واتق الله لأنه سيطالبك بحق صاحب الأمانة، ويأخذه منك عاجلا أو آجلا.

وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ‌ فإذا كان أحد من الناس يعرف أمانة عند أحد، فليشهد لصاحب الأمانة ولا يكتم الشهادة، فإن ذلك سوف يسبب نقصا في إيمانه.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست