responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 353

ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281).

هدى من الآيات

من الناس من ينفق في سبيل الله على الضعفاء، ومنهم من يعكس تماما فيستغل الضعفاء، ويبني كيانه الاقتصادي على أنقاض ثرواتهم المحدودة، هؤلاء هم المرابون الذين يتحدث عنهم القرآن هنا، لأنهم الوجه المتناقض مع المنفقين الذين تحدث عنهم الدرس السابق.

والآية الأولى تحدثت عن النتائج المرة للخلط بين البيع والربا، وبينت الآية الثانية الفرق بين المنفق في سبيل الله والمرابي، فالأول يضاعف له الله والثاني يمحقه.

وبعد أن وجَّه القرآن الأنظار إلى الصلاة والزكاة باعتبارهما وسيلتي خلاص للمؤمن من ضغط الشهوات ومنها شهوة الإثراء السريع بالربا، بعدئذ وجَّه نداء آخرا للمؤمنين بترك الربا والاكتفاء فقط برأس المال، ولم يكتف القرآن بذلك، بل أمر في الآية التالية بأن تُعطي مهلة كافية لمن لا يستطيع تسديد ديونه، أما الآية الأخيرة فقد ذكَّرتنا بالتقوى، تلك الصفة النفسية التي يكون تجنب الربا واحدا من مظاهرها.

بينات من الآيات

آثار الربا

[275] التجارة تزيد العقل، لأنها تحمل بين طياتها مخاطر الخسارة، فيفكر صاحب التجارة بكل أسلوب ينجح تجارته ويجنبها الخسارة، وبالتفكر المستمر ينمو العقل أما لو اطمأن الإنسان إلى مصدر ثابت من الربح يأتيه بلا تعب فلماذا يفكر؟!

إنه يعطل عقله لأنه لا يحتاج إليه، وشيئا فشيئا يضمر العقل حتى ينتهي، والربا هو ذلك المصدر الثابت الذي ينتظره كل الكسالى حيث يأملون أن تكون لديهم ثروة معينة يقرضونها للفقراء مقابل جزء من جهدهم، سواء خسر أولئك الكادحون أم ربحوا، ولذلك فإن أخطر أضرار الربا هو تشجيعه على تكوين طبقة من المترفين والمعتوهين في المجتمع.

الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِ‌ لا يجهدون أنفسهم إنما يقومون ويتحركون لمجرد اللهو حيث يخالطهم خبل من الشيطان.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست