responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 351

لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فلستم بحاجة أبدا إلى علم الناس .. بل الله يعلم، وهو يزيدكم بالإنفاق خيرا، ويدفع عنكم الضر، ويكفر بعض السيئات ..

[272] والإنفاق إنما هو في سبيل الله، وليست القيادة الإسلامية إلا قناة للمال المنفق توصله إلى مستحقيه، وليست مسؤولة في إنفاق الأغنياء عن أكثر من ذلك ومن الحض عليه كما تبينه آيات أخرى.

لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إنما المسؤول الأول عن أعمال الشخص هو ذاته، لأن فوائده وأضراره تصيبه مباشرة وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ‌ ولا يحسب إنفاق عند الله إلا ذلك الإنفاق الخالص لوجه الله‌ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ‌. والإنفاق لا يختص بالمال، بل يمكن أن يشمل أي شي‌ء يملكه المرء كالجاه حين يبذله في خير الضعفاء، والعلم يدل به الجهال إلى الخير، وكل شي‌ء ينفق فهو محبوب عند الله في كتاب، مجزي به غدا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ‌.

[273] إلى هنا عرفنا شروط الإنفاق الصالح، يبقى أن نعرف: أين ننفق الأموال ولمن؟

يجيب السياق عن هذا السؤال لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ‌ بسبب منع العدو لهم، كالذين أخرجوا من ديارهم، لأنهم لم يستسلموا للطاغوت .. أو بسبب الضعف والمرض كالمحاربين القدامى الذين أكلت المعارك شبابهم، ثم أصبحوا ضعفاء، لا يستطيعون امتهان عمل، ولا يمكنهم العودة إلى عملهم السابق‌ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ‌ لأنهم لا يسألون أحدا شيئا لكرامتهم وعفة نفوسهم .. تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ‌.

[274] وكلمة أخيرة في الإنفاق في سبيل الله على الإنسان ألَّا يضع حدًّا لإنفاقه، بل عليه أن ينفق أنَّى وجد ثغرة في المجتمع يحاول سدها بإنفاقه، ويكون من‌ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ‌.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست