responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 343

الله الموتى. كذلك أخَّر الله إحياء الحمار حتى تتم العملية أمام عينه، وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا نركِّبها بعضها على بعض ونرفعها إلى بعضها- بدقة-. ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ وهذه هي الحقيقة التي لابد أن نفهمها جيدا. وهي أن قدرة الله ليست محدودة كما هي قدراتنا.

[260] وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي‌ [1].

ذلك إن الإيمان درجات أعلاها: درجة اليقين والاطمئنان، الذي يطرد تماما شيطان الشك من النفس، ولا يعود الإنسان يرتاب أبدا فتسكن النفس (الطمأنينة) وتستقر. لكن السؤال ليس عن أصل الإحياء (البعث)، فتعبير أَرِنِي كَيْفَ‌ أنّه عليه السلام طلب الرؤية والشهود عيانا لكيفيّة حصول البعث لا البعث نفسه. وجواب إبراهيم عليه السلام بَلَى‌ يقطع توهم؛ بأن الخليل انتابه شك.

وقد أرى الله الخليل عليه السلام (الكيف)، وأراه من ملكوت خلقه وَ كَذلِكَ نُري إِبْراهيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ اْلأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنينَ‌ [الأنعام 75].

قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً (صرهنّ) من (الصور) أي التقطيع، ومعنى التقطيع أنسب من المعاني الأخرى كالميل والنداء بدلالة جُزْءاً أي خذ أربعة من الطير واذبحهنّ وقطّعهنّ واخلطهنّ.

ثُمَّ ادْعُهُنَ‌ بأسمائهن الواحد بعد الآخر .. الغراب، الحمام، العصفور، وهكذا .. يَأْتِينَكَ سَعْياً.

إذن؛ فالبعث يكون للجسم وللروح معاً، وهذا معنى الإحياء، كما أن تجمع الأجزاء المتناثرة واضح في ذلك، وهو ما رآه إبراهيم عليه السلام بعينيه؛ أي ضم الأجزاء وعود الروح فيها.

وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‌ فهو قادر ويفعل بقدرته في الحياة ما يشاء فهو عزيز الجانب لا يغلبه أحد ولا شي‌ء وهو حكيم لا يتصرف عبثا ومن دون هدف.


[1] عن صفوان قال: [سألت ابا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله لابراهيم أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي‌ اكان في قلبه شك؟ قال عليه السلام: لا؛ كان على يقين ولكنه اراد من الله الزيادة في يقينه‌]. مستدرك الوسائل: ج 11، ص 195.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست