responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 331

الاستسلام للقوى الضاغطة، وعدم تفضيل طائفة من الناس على طائفة.

2- الأصالة والارتباط بتراث الأمة الحضاري والقدرة على التعامل مع هذا التراث تعاملا إيجابيًّا مستمرا، إن تجارب الأمة النضالية عبر القرون أفضل ينبوع يلهم الناس الصبر واليقين والتضحية من أجل القيم الرسالية.

[249] اختار طالوت جنوده، وتوجه تلقاء العدو، ولكنه كان محنكا لم يغامر بمواجهة العدو قبل أن يقوم بمناورة عسكرية، الهدف منها اختبار جنوده، فمر في طريقه بنهر عذب وكان جنوده يعانون من عطش شديد، فنهاهم عن أن يشربوا أكثر من كف من الماء فقط، وكانت المفاجأة أن أكثرهم فشلوا في الاختبار.

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنْ اغْتَرَفَ‌ الماء بمقدار ما تحتويه يده فقط غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ‌ وهنا أمر طالوت الذين لم يصبروا عن العطش قليلا، بأن يعودوا ربما إلى أحضان أمهاتهم، إنهم ليسوا رجال حرب، الحرب بحاجة إلى خشونة وطاعة، ولا تنفعها الميوعة والخذلان، وسار بعيدا عن النهر بجيش صغير، ولكنه قوي المعنويات نوعا ما.

فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ‌ وكان جالوت يمثل جيش الكفر الذي خرج إلى جنود طالوت للحرب، في جيش ضخم، كثيف العدد، ولكن قليل المعنويات، وبالطبع أرهب عدد الجيش الضخم ومعداته الكثيرة، المؤمنين لأنهم بشر، بيد أن روح الإيمان أسعفتهم وذكرتهم بالآخرة وبأن الله يأمرهم بالمقاومة حتى يجزيهم الجنة، هنالك اطمأنوا بالإيمان.

قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ‌ ويتصورون أنفسهم أمام الله أبدا، ويستمدون منه القوة والعزم قالوا كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ‌ إذ لا يهم عدد الجيش بل إيمانهم بقضيتهم وتضحيتهم من أجلها.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست