responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 294

مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212) كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213).

هدى من الآيات

في هذا الدرس يبين لنا القرآن أهمية التقوى في مقاومة النفاق، ويبين بعدا هامًّا من أبعاد التقوى الاجتماعية، وهي (الوحدة)، وتنازل الطرف المخالف للحق عن نزاعه في مصلحة صاحب الحق.

يبدأ الحديث: بدعوة إلى السلم داخل المجموعة الإسلامية بوصفه هدفاً ساماً يجب على أبناء الأمة تحقيقه والمحافظة عليه، وتجعل الآية الناس كلهم مسؤولين عن الوحدة.

ومن ثم يحذرهم القرآن من الاختلاف بعد البيِّنة، ويضرب لهم من قصة بني إسرائيل مثلا لكيفية الاختلاف بعد البينات الكثيرة، بعد أن يقول: إن عليهم أن يكتفوا بهذه النصوص في رفع الخلافات بينهم، ولا ينتظروا أن يأتيهم الله في مظاهر عظمته حتى يحكم بينهم في خلافاتهم.

بعدئذ يبين السبب الجذري لكل الخلافات وهو حب الدنيا، الذي يدفع الإنسان إلى البغي على الآخرين. وفي آخر الآيات يحذر القرآن من الغطاء الفكري الذي يُلبسه الإنسانُ حب الدنيا، وبذلك يبرره بقيمة مزيفة. كما فعل الكفار عندما جاءتهم البينات.

وبهذه الآية يمهد القرآن للحديث عن الموضوع التالي وهو: أن الخلاف المشروع الوحيد هو الخلاف المبدئي بين أهل الدنيا المتمثل في الكفار وأهل الحق.

إن التقوى هي الضمانة الأكيدة لمقاومة حالة النفاق؛ حيث يعيش الإنسان في داخله شخصا وفي الخارج يتظاهر شخصا آخر، فيعمل بالحسنات لأجل الرياء فقط، كل ذلك لأنه لا يتمتع بروح التقوى الداخلية.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست