responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 292

حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ‌ هؤلاء سوف يحصلون على مكاسبهم في الدنيا وفي الآخرة لأن منطلقهم سليم. وبالطبع لا ينفع هؤلاء مجرد سلامة منطلقهم، إذ إنهم لن يحصلون إلا على نصيبٍ مما كسبوا لا بما قالوا. إن الدنيا والآخرة هدفان لا يتحققان ألَّا بسعيٍ وكلٌّ على قدره.

ان الذين يحددون نظرهم في الدنيا يصابون بقصر النظر، والذاتية. إذ ما دام العمل للدنيا، ولا يعرف المرء هل هو في غده من الأحياء أم الأموات، فمنطقه دعنا نتعجّل نصيبنا اليوم. وبذلك يستنفذون طاقاتهم في زمنهم العاجل، دون التحسب ورعاية المستقبل.

وما دام الفرد يعمل للدنيا وحياته القصيرة، ويعمل لذاته ولقرابته القريبة، فإن ذلك يقوِّض الحضارة، إذ الحضارة تقوم على العمل الخلَّاق من أجل النفع العام. فما عاشت أمة انتشرت فيها الذاتية وقصر النظر. بينما من يعمل من أجل الآخرة، يكون أمامه أفق بعيد يتطلع لتحقيقه، فيتجاوز ذاتياته، إذ إنه يفكر في رحمة الله الواسعة، فهو يذر المكاسب العاجلة الذاتية، ويعمل لمنفعة عامة المجتمع، لأن ذلك طريقه إلى الله. وهكذا يكون العمل للآخرة طريقا إلى بناء حضارة الأمة.

[203] بعد قضاء مناسك منى يتوجه الحاج إلى بيت الله الحرام ليذكر الله، ولكي يرتبط بهدى الله ويوثِّق علاقته بالانتماء التوحيدي له، ويعمل للدنيا والآخرة معا.

* وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ‌ ثلاثة أيام من الحادي عشر حتى الثالث عشر. فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ‌ الهدف البعيد لكل هذه المناسك هو التقوى. ومنطلقه هو التفكير المستمر في أن الإنسان مهما طال عمره فسوف يُحشر إلى الله ويُسأل عما فعله، فعليه أن يجعل من نفسه عليها رقيبا ووازعا عن السوء، ودافعا إلى الخير، ولا ينتظر محاسبا اجتماعيًّا أو واعظا دينيًّا.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست