بعد الصيام والجهاد يأتي دور الحج، بوصفه مدرسة رسالية لتربية روح
الالتزام في الأمة. والهدف من الحج التقوى. لان واجبات الحج تشبه إلى حد بعيد
الصيام، في أنها تفرض اجتناب طائفة من الشهوات العاجلة بوعي واختيار مما يقوِّي
الإرادة، ويزيد في الإيمان. والحج يشبه الجهاد أيضا لأن فيه أخطار السفر واحتمالات
الموت وصعوبات الأعمال ومن هنا جاء في الحديث عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه
السلام قال
والحديث هنا عن الحج لا يتناول الجوانب الاجتماعية منه كما نجد ذلك
في سورة الحج، بل يقتصر على الجوانب التربوية من الحج، لطبيعة السياق الذي يتحدث
عن التقوى بوصفها ميزة أساسية في الشخصية الإيمانية.
وفي الآيات الأخيرة نجد الحديث المباشر عن التقوى وبعض مظاهر من فرض
الرقابة الذاتية على الإنسان وإبعاده عن الجريمة والنفاق. وقد تكررت كلمة التقوى
في هذا الدرس خمس مرات.
بينات من الآيات
[196] قبل كل شيء، يجب أن يكون الحج أو
العمرة خالصا لوجه الله، لا يدخل فيه هدف آخر، تجارة أو سياحة أو رياء. وعلى الحاج
أن يمتنع عن الزينة بكل مظاهرها. حتى أنه لا يستطيع أن يحلق رأسه، وإذا منعه المرض
عن متابعة رحلة الحج فعليه ألَّا يحلق رأسه إلا بعد أن يبعث بهديه (ذبيحته-
أضحيته) إلى مكة. فإذا ذُبحت استطاع أن يتحلل من إحرامه ويحلق