responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 283

منع الفتنة، إذ هي أخطر من القتل، وهناك حد آخر للقتال هو حرمة القتال في المسجد الحرام، ولكن حرمة المسجد والشهر قائمة ما دام العدو ملتزما بها. والقتال بحاجة إلى الإنفاق، وعلى الأمة أن تبادر بالإنفاق قبل أن تحدق بها الأخطار.

بينات من الآيات

القتال لماذا وكيف؟

[190] إن القتال مفروض على الأمة، بشرط أن يكون بهدف تحقيق قيم الله في الأرض، والتي هي في الوقت ذاته أهداف تتطلع إلى تحقيقها كل الشعوب من إقامة الحق والحرية والعدالة والمساواة.

ولكن حتى هذا القتال يكون بعد أن تتعرض الأمة للاعتداء. ومع كل ذلك يجب أن يظل القتال محدودا في إطار إنهاء الوجود العسكري للعدو، وليس الاعتداء على الأنفس والأموال‌ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ‌ وليس من الصحيح أن يفكر أبناء الأمة أن الاعتداء يجوز لهم ماداموا ينتمون إلى رسالة الله. كلا، إن الله لا يحب المعتدين أنى كانوا.

[191] ولا يتحدد القتال بساحة المعركة بالذات، بل يجوز أن تقتل الأمة المفسدين أنى وجدتهم، ماداموا قد استعدوا للقتال. ومن الحكمة أن تُعطى للأمة، فرصة المبادرة بالحرب إذا وجدت ضرورة دفاعية إليها وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ‌ حيث وجدتموهم‌ وَأَخْرِجُوهُمْ‌ من معاقلهم، ودياركم التي أخرجوكم منها مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ‌ إنهم هم الذين بدؤوا الحرب ضدكم وأخذوا يفسدون عليكم ويكيدونكم، فهم بذلك أباحوا قتالكم لهم. وإخراج المسلمين من ديارهم ومحاولة ردهم عن دينهم فتنة وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ‌ حيث إنهم سوف يسلبون نعمة الأمن عند المسجد الحرام، متى ما استغلوا ذلك في صالحهم.

[192] إلا أن اندفاع الأمة إلى القتال يجب ألَّا يخرج أفرادها عن إطار انضباطهم بتعاليم الله، فالقتال متى ما اشتعل، يستعد له المسلمون ولكن إذا توقف لا يعتدي المسلمون على الناس لمجرد حب القتال، خصوصا إذا كان عند المسجد الحرام حيث جعله الله من قديم الزمان منطقة سلام‌ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست