الناس. وبمناسبة الحديث عن شهر رمضان وارتباطه برؤية الهلال تحدث
القرآن عنه في البدء، ثم حذر من الاعتقاد بإن ذلك يكفي الإنسان في التدين، وقال
كلا .. إن الالتزام بالواجبات الاجتماعية أهم من الالتزام بظواهر الدين.
* يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ
مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ يعرفون بها كيف يضبطون أوقاتهم، ذلك
أن الهلال بما فيه من تغييرات يومية يمكن أن يعرفنا بأيام الشهر. وهذا الجواب
إشارة لما ينفعهم منه، ويناسب وعيهم، ويصرفهم عما لا ينتفعون منه.
وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا
كما كانت تفعل جماعة من الجاهليين، يزعمون أن في ذلك دلالة على الشجاعة والبر.
وكانوا يزعمون أن المحرم للحج لا يجوز له، إذ كانوا يتوهمون أن على المحرم أن يترك
ما تعوده ومنه الدخول من الأبواب، اأن يدخل المسجد الحرام من الباب، بل من ثقب
كانوا يصنعونه في الجدار.
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى المحرمات،
وضبط في نفسه الحدود الشرعية، فأشجع الناس من غلب هواه، وهو حقيقة البر.
وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ فينبغي أن تٌؤتى الأمور كلها من
أبوابها، ولهذا الدين أبوابه الدالة عليه، وهي سبل الفلاح.