responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 272

هدى من الآيات

بعد الحديث عن جوانب من شخصية الأمة الإسلامية، تُحدِّثنا هذه الآيات وتلك التي تليها، عن مجموعة من واجبات الأمة وفرائضها وشعائرها الدينية. ويبدأ الحديث بالقصاص باعتباره واجبا اجتماعيًّا، يتصل بالمحافظة على حرمة النفس. وبعدئذ يتحدث عن الوصية كواجب اجتماعي يتصل بحرمة المال. وسواء الدم أو المال، فإن احترامهما يعني احترام الإنسان كإنسان. إذ ليس المال سوى جهد مكثف للإنسان، والذي يعتدي على المال، حتى ولو كان ذلك بعد حياة الشخص، فهو يلغي حياة صاحبه وجهوده.

وبعدئذ يتحدث القرآن عن الصوم والجهاد والحج كواجبات اجتماعية دينية ولكن يبقى السؤال: ما هو سبب وضع القصاص والوصية في سياق الصوم والجهاد والحج؟

الجواب: أن القصاص والوصية هما الآخران واجبان اجتماعيان يكلف بهما جميع أبناء الأمة، كالصوم والجهاد والحج. ومن جهة أخرى، إن من أهداف المجتمع الإسلامي في الشعائر والواجبات هو المحافظة على حياة الناس وأموالهم، فكان من الطبيعي أن يتحدث القرآن سلفا عنهما.

بينات من الآيات

[178] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى‌ إنه مكتوب على الأمة، مفروض على كل واحد من أبنائها تطبيقه، ولكن هذا حق يطالب به صاحب الدم وتُكلَّف الأمة بانتزاعه له، أما إذا عفا صاحب الدم فهو حر في ذلك.

فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْ‌ءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ‌ إن الله يضع حول شرائعه لمسة إحساس وعاطفة، من أجل ألَّا تكون الأنظمة كلها صارمة وجامدة لا تتوافق مع بعض الظروف. انه يُعطي هنا لصاحب الدم الحق في العفو ليصبح صاحب الدم والجاني أخوين. وعلى الجاني أن يراعي هذه الأُخوة الجديدة بالمعروف والإحسان، أي يجب أن تتحول الجناية إلى عامل إصلاح في حياة الجاني. فإذا به يصبح صاحب المعروف بأن يدفع الدية حسب المتعارف، وصاحب الإحسان الذي يسعى من أجل إسعاد أولياء القتيل بأية وسيلة ممكنة ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست