مجتمع الحرية هو مجتمع التقدم والرفاه، ويربط القرآن الحكيم بين
التحرر من اتباع شياطين الثروة والسلطة والدين، وبين الانتفاع التام بما في الحياة
من نعم طيبة.
هؤلاء الشياطين، يحرِّمون على الناس الطيبات من الرزق، لجهلهم أو
لأنهم يريدون أن يستأثروا بها، أو لأنهم يحاولون إبقاء الناس ضعفاء مقهورين، ولكن
الله خلق الأشياء لنا، وعلينا أن نعمل من أجل الحصول عليها ونتجاوز العقبات من
أجلها.
إن الآية الأولى تدعو الناس صراحة إلى الاستفادة مما في الأرض وهي
دعوة ضمنية لكسر حواجز العبودية التي ترتبط في القرآن بأمر الشيطان الذي يأمر
بالسوء والفحشاء، ويضرب في الآيات التالية مثلين لاتباع الشيطان