responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 252

والنعمة كلما ذكرت دامت، والسبب أن ذكر النعمة يؤدي إلى الاعتزاز بها والاهتمام بكل العوامل المساعدة لبقائها، وأما كفران النعمة فهو أقرب وسيلة لزوالها. ولذلك فعلينا أن نتذكر أبدا تلك الرسالة التي أنعم الله بها على الإنسان فأخرجه من الظلمات إلى النور.

ولكن التذكر وحده لا يكفي، إذ علينا أن نسعى من أجل الاحتفاظ بها، وذلك عن طريق الصبر والصلاة والجهاد في سبيل الله والاستهانة بالموت من أجل الرسالة، وتحمل بعض التضحيات البشرية والأمنية والاقتصادية، والرضا بها نفسيًّا. كل ذلك سوف يستنزل علينا صلوات الله ورحمته.

إن هذا الدرس أهم ما يجب على الأمة أن تتعلمه من القرآن، لكي تقاوم التخلف والكبت.

واجبنا الاستقلال عن سائر الأمم، ولنجعل رمز الاستقلال القبلة ونستعين بالصبر والصلاة، لا باستجداء الأمم ونرخص في الله أنفسنا، ونستعد لحياة التقشف. آنئذ فقط يلهمنا الله الصلوات وينزل علينا رحمته وننتصر على الضعف والهزيمة.

إن القبلة الجديدة إتمام لنعمة الرسالة، ذلك أن الرسالة وضعت الأمة في مصاف الأمم ذات الرسالة الإلهية، ولكن اشتراكها مع تلك في القبلة كان ينقص استقلالها الثقافي والاجتماعي والسياسي، والآن تم ذلك، لذلك قال الله تعالى وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ‌ يعني أن يتذكر المسلمون هذا الاستقلال وأن يلتفوا حول رسالة الله أكثر فأكثر، إذ كلما التفوا حولها أكثر أثبتوا استقلالهم وجمعوا صفوفهم.

بينات من الآيات

لذلك يذكرهم الله برسالته ويقول

[151] كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ‌ وليس من بني إسرائيل حيث كانوا يترقبون أن تنزل الرسالة فيهم، ويقوم هذا الرسول بعدة أمور هي أهداف كل رسالة يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ‌ هذه الرسالة هي التي فجرت طاقاتكم، ووحدت كلمتكم، وكانت نواة حضارتكم.

إن كل أمة بحاجة إلى رسالة، وكلما كانت هذه الرسالة اقرب إلى الحقيقة كانت الأمة أقوى وأجدر بالنهوض، ورسالة الأمة الإسلامية فيها تلاوة آيات الله التي تعني تنبيه الإنسان‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست