responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 233

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً ولكنك لست مسؤولا عنهم بعد أداء البلاغ‌ وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ‌ فدورك إذن دور محدود ليس فيه ذرة من الألوهية أبدا.

مصدر الإلهام‌

[120] وعليك يا محمد- وإياك أعني واسمعي يا جارة- أن تستوحي أفكارك وتفاصيلها من مصدر واحد هو الله، ولا تخلطها بثقافات الديانات الأولى التي فسدت ودخلها الشرك والضلال، ولا تفكر في أن أولئك سيرضون عنك لو اتبعتهم في شي‌ء من أفكارهم، كلا وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى‌ بالكامل وهذا يؤدي إلى إلغاء دورك‌ وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ، إنهم لا يملكون إلا أهواء، وأنت تملك العلم ومن يترك العلم إلى الهوى فسوف يخسر المستقبل، ولا ينصره الله.

[121] اليهود والنصارى حرَّفوا دينهم وفسروا نصوص كتابهم المقدس تفسيرا باطلا ولكن‌ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ‌ أيمانا صادقا لأنهم يتلون الكتاب ليفهموا ما فيه ثم يطبقوه، ولا يتلونه لكي يركِّبوا عليه أفكارهم الباطلة. أما الذين يتلون الكتاب ليجدوا فيه آية تؤيدهم فيأخذونها ويجعلونها شعارا يبررون بها تصرفاتهم الباطلة، ويتركون سائر الآيات، فهم في الواقع يكفرون بالكتاب كفرا تاما وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ‌ لأنهم سوف لا يستفيدون من هدى الكتاب، ولا من تعاليمه الحياتية الصائبة.

[122] بنو إسرائيل كانوا يتلون الكتاب حق تلاوته، ففضلهم الله على العالمين، ثم تركوا ذلك، فانتهى بهم المطاف إلى الذل والمسكنة.

الآن عليهم أن يتذكروا واقعهم السابق، ويعودوا إلى أسباب تقدمهم‌ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ‌ من الكتاب والرسول اللذين بهما تقدمتم‌ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ‌ بهذين العاملين الأساسيين للتقدم، الكتاب والرسول.

[123] وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ‌ ولو أن بني إسرائيل تذكروا نعمة الله- وهي الرسالة- واتقوا يوم الجزاء، لأخذوا بجذور الدين وأصوله الثلاث (التوحيد، الرسالة، الميعاد).

هذه رؤية عامة يذكرها القرآن الحكيم في آخر حديثه عن بني إسرائيل ليبين أن جوهر الدين وجوهر تقدم الأمم يتلخص في الإيمان بالله وبرسالاته وبيوم القيامة.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست