responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 217

ومن ثم تأتي مرحلة الخرافة المتمثلة في السحر والشعوذة.

حيث أن الأمة العنصرية تنغلق على ذاتها .. (وقالوا قلوبنا غلف) وتبتعد عن توجيهات الله، وعن سنن التأريخ، وتجارب الناس، وتستكبر على الحق وليس أمامها بعدئذ إلا الهبوط إلى حضيض السحر والشعوذة.

فيتناول القرآن الحكيم هذه المرحلة بإيجاز فيبدأ بالحديث عن ترك بني إسرائيل للكتاب ليبين الله أنه السبب في تشبثهم بالسحر. لأن من لا يمتلك تفسيرا صحيحا للحياة ورؤية علمية إلى أهدافها، يضطر إلى البحث عن تفسيرات غيبية ورؤى باطلة.

وحيث يتحدث عن السحر ينفي القرآن قصة مختلقة من بني إسرائيل تزعم أن السحر من الله، وينهي الحديث ببيان أن التمسك بالكتاب أفضل لهم من التشبث بالسحر.

بينات من الآيات

[101] وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ‌.

حينما يكذب الإنسان بحق يعرف صدقه، فإنه بمثابة تكذيب الحق كله. لأن الإيمان يعني التسليم بالحق أنّى كان. أما تصديق حق دون آخر والإيمان ببعض الكتاب والكفر بالآخر فإنه بمثابة الكفر به جميعاً. إذ أن معيار الاقتناء آنئذٍ يكون الهوى، وحتى القسم الذي يؤمن به هؤلاء من الحق فإنما يتبعونه لموافقة ذلك القسم لأهوائهم، وهذا ليس من الإيمان في شي‌ء.

وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‌ وكان ينبغي أن يؤمنوا به إذا كان إيمانهم بالله سبحانه هو معيار إيمانهم بالرسول. ذلك أن روح تلك الرسالة التي زعموا أنهم قد آمنوا بها هي ذات الروح التي يجدونها في هذه الرسالة، لأن الرسول‌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ‌ من الكتاب، ولكنهم لم يفعلوا وإنما نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ‌ فكفروا بهذا الكتاب وبما عندهم، لأنهم كفروا بما جاء من عند الله فكأنهم كفروا بالله سبحانه وتعالى. ثم إنهم جعلوا علمهم جهلا حين لم يعملوا به ولم يتخذوه معياراً لإيمانهم‌ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ‌.

[102] نستلهم من هذه الآية الكريمة بصائر شتّى

أولًا: بما أن الابتلاء سنة إلهية عليا، وهدف أساس لخلق الإنسان في هذه الدنيا، فإن الحق والباطل يتقابلان على صعيد واحد أبداً ليختار من يريد الحق بوعي ورشد وليهلك من‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست