responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 209

وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا [1] قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا [2] فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93).

هدى من الآيات

لقد أدت العنصرية ببني إسرائيل إلى نتائج سلبية شتى، أولها العنف الداخلي الذي تمثل في قتل أو إخراج جماعة منهم بالإثم والعدوان. وثانيها- وهي الأخطر والتي يتناولها القرآن من جميع جوانبها- فهي الانغلاق. حيث وضعت العنصرية بني إسرائيل في زنزانة ضيقة، منعت أن يتسرب إليهم أي نور وهدى. وتمثل ذلك في رفضهم الدائم اتباع أي نبي أو أي أفكار رسالية جديدة.

في هذه المجموعة من الآيات يذكرنا القرآن بموقف بني إسرائيل من عيسى بن مريم، الذي لم يكن ناشئا من تفكير منطقي بل من أهواء ضالة ومصالح خاصة.

ثم موقفهم من رسالة النبي التي كانوا يستعدون سلفا لتقبلها، ولكنهم سرعان ما انقلبوا ضدها حين اكتشفوا أنها نزلت في غيرهم. ويبين لنا القرآن أن عدم إيمانهم بهذه الرسالة نابع من عنصريتهم الضيقة. ثم يكشف القرآن عن جذر العنصرية ويقول: إن جذرها هو عبادة العجل (رمز المال والجاه).

بينات من الآيات

[87] كما أنزل الله الكتاب على موسى أنزله على سائر النبيين من بعده، وعلى عيسى بن مريم، فلماذا تجمد بنو إسرائيل على موسى عليه السلام، هل لأنه كان من بني إسرائيل؛ فعيسى عليه السلام كان أيضا منهم. أم أنه وحده أُنزل عليه الكتاب .. أوَلَم ينزل أيضا على عيسى؟

العلة ليست هذه أو تلك إنما هي: أن العنصرية تؤدي بصاحبها إلى الانغلاق الفكري، ومن ثم إلى الرجعية والجمود. إن بني إسرائيل أخذوا يقدسون آباءهم، ويقدسون أفكار أولئك وعاداتهم، انطلاقا من عنصريتهم الضيقة. فلم يستطيعوا أن يطوروا أنفسهم وفق رسالة عيسى‌


[1] واسمعوا: اي اقبلوا ومنه قوله: ( (سمع الله لمن حمده)) اي قيل الله حمد من حمده.

[2] اشربوا: اصله من الشرب يقال شرب واشرب غيره اذا حمله على الشرب واشرب قلبه حب كذا.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست