responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 204

فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ‌ [1] عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ‌ [2] وَالْعُدْوَانِ‌ [3] وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى‌ [4] تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ‌ [5] عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86).

هدى من الآيات

تابعنا في الدروس السابقة مراحل هبوط نجم بني إسرائيل، وتركناهم في آخر مرحلة في مستنقع الجهل والضلالة، حيث تحول قادتهم الروحيون إلى سراق الفكرة الرسالية، ومجرمي حرب يساعدون الطغاة على استغلال الضعفاء، في حين تحول الكتاب في نظر جماهيرهم العريضة إلى أحلام حلوة يمنون أنفسهم بها ليبرروا واقعهم الفاسد.

أما الآن فنحن أمام مرحلة تالية أخطر من تلك وهي تحولهم إلى أمة عنصرية، تقدس كيانها المادي، وتحارب الناس والقيم على أساس ذلك الكيان.

إن تحول الأمة إلى تجمع عنصري، يعتبر تغييرا شاملا في قيمها حيث تموت فيها كل جذور الصلاح ولا يرجى لها الخير أبدا. وقد تصبح- بمرور الزمان- تجمّع يسعى نحو الفساد في المجتمعات والاعتداء على الناس ولا ينتهي ذلك إلا بالقضاء الجسدي عليها جميعا.

ويشرح لنا القرآن كيف تتحول الأمة الرسالية إلى تجمع عنصري، وذلك بأبعاد فكرة المسؤولية عن واقعهم، حيث يتصورون أنهم بعيدون عن الجزاء، لأنهم أفضل من غيرهم، ثم يبدؤون بتقييم الحياة وفق هذا التصور الخاطئ. ويكذب القرآن هذه الفكرة ويضرب أمثلة حية على ذلك. ثم يبين زيف الفكرة العنصرية، وذلك حين يحيلهم إلى فطرتهم. إنهم يحمّلون بعضهم مسؤولية جرائمهم فيما يخصهم ويتصل بحياتهم مباشرة، فكيف لا يحتملون مسؤولية


[1] تظاهرون: تعاونون، والظهير المعين.

[2] الإثم: الفعل القبيح. وقيل هو ما تنفر منه النفس ولم يطمئن اليه القلب.

[3] العدوان: الافراط في الظلم.

[4] أسارى: الاسر الاخذ بالقهر، واصله الشد والحبس اذا اسره وشده. وقيل ان الاسارى الذين هم في الوثاق والاسرى الذين هم في اليد.

[5] يخفف: الخفة نقيض الثقل، والتخفيف التسهيل والتهوين.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست