responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 196

الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَ‌ [1] وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ‌ [2] (78) فَوَيْلٌ‌ [3] لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ‌ [4] (79).

هدى من الآيات

تجاوزت بنو إسرائيل مرحلتين حتى الآن، مرحلة الثورات الأربع التصحيحية [5]، ثم مرحلة الضعف الإيماني‌ [6]. وهاهم يدخلون في المرحلة الثالثة، وهي مرحلة قسوة القلب التي تأتي نتيجة لضعف الإيمان وهي متصلة بالعنصرية [7] التي سوف يتحدث عنها القرآن في المجموعة التالية من الآيات.

إن قسوة القلب تنشأ من عبادة الذات، وقد يكون قساة القلب علماء بالدين، إذ أن العلم وحده لا يكفي، بل من الضروري أن يدعم العلم إيمان صادق وإحساس عميق بالمسؤولية. بل من الممكن أن يكون العلم واحدا من الأسباب التي تساعد على قسوة القلب، إذا توجه بصاحبه إلى الاستكبار والترفع عن سماع النصيحة. العلم جيد إذا كان له بعدان، بعد في الداخل هدفه إصلاح الذات. وبعد في الخارج هدفه إصلاح المجتمع. والعلم ذو البعد الواحد يذهب بصاحبه بعيدا عن الله، بعيدا عن الالتزام بمسؤوليته.

من هنا يركز القرآن الحكيم في هذه المجموعة من الآيات على أن مشكلة بني إسرائيل في هذه المرحلة لم تكن متمثلة في قلة علمهم بالدين، بل في استثمار هذا العلم في سبيل مصالحهم‌


[1] اماني: التمني تقدير سيمأ في النفس، وتصويره قبل ذلك يكون عن تخمين وظن، واكثر التمني تصور ما لا حقيقة له، والامنية الصورة الحاصلة في النفس من تمني الشي‌ء .. فهم يتمنون على الله ما ليس لهم مثل قولهم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً.

[2] يظنون: الظن هو ترجيح احد الجانبين على الاخر لامارة صحيحة. وفي الناس من قال هو اعتقاد او تصور.

[3] فويل: الويل في اللغة كلمة يستعملها كل واقع في هلكة، واصله العذاب والهلاك، وقيل هو التقبيح، ومنه‌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ‌. وقيل معناه الحزن، وقيل الهوان والخزي.

[4] يكسبون: الكسب العمل الذي يجلب به نفع او يدفع به ضررٌ.

[5] ص 184، الآيات: 56 51.

[6] راجع ص 186، الآيتان: (62 61)، والدرس الذي يليهما ص 189.

[7] راجع ص 203 (تقديس الذات)، وتليها مرحلة الخرافة وثقافة السحر: ص 216.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست