الجواب: إن الاعتداء يبدأ فرديًّا وينشأ من نوازع ذاتية شيطانية
(كاعتداء قابيل على هابيل) ولكن مع تطور الظروف، يتحول الاعتداء إلى حالة
اجتماعية، وذلك عن طريق تقولب الاعتداء في ايديولوجية عنصرية مقيتة، توحي إلى كل
طائفة أنها هي شعب الله المختار، وأن الله أعطاها صلاحية استعباد الآخرين.
وقد انتشرت هذه الأيديولوجية الفاسدة، في بني إسرائيل (كما يحدثنا
القرآن الكريم في أكثر من مناسبة) واتخذت دعما لها من القشرية الدينية، بالاعتماد
على بعض النصوص المجملة وتفسيرها بما يتناسب مع العنصرية.
وجاء القرآن لينسف أسس العنصرية، وبالتالي: أسس الاعتداء المنظم على
الآخرين فقال إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى
وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً
وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ إن الله يريد الإيمان والعمل الصالح
ولا شيء وراءه، إذن دعنا نتنافس على هاتين القيمتين دون غيرهما. ويوم القيامة
سيحكم الله بحكمه العادل.