responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 131

التدبر والواقع الخارجي‌

إن من يهدف تفهم القرآن، يجب أن يجعله حيًّا نابضا بالحركة، وذلك عن طريق تطبيق آياته الكريمة على الواقع الخارجي.

إن لآيات القرآن أهلًا تصدق عليهم في كل عصر، فآية المتقين لها تطبيق حي كما لآية الفاسقين، فلابد أن يبحث الفرد عن هؤلاء كلما تدبر في القرآن. وهنا يتحول الكتاب المبين إلى منهاج عمل ليس هذا فحسب بل ويهدي الإنسان إلى حقائق كثيرة لأنه يساعد الفرد على فهم الأحداث المعروفة، ويكون مثله آنئذ مثل المرشد في متحف للآثار. كيف لا تفيد رؤية المتحف من دونه كما لا يغني إرشاده دون رؤية الآثار.

وهذا هو السبب في أن المعاصرين لنزول الوحي كانوا يفقهونه حتى كادوا يكونون أنبياء من سعة العلم ونضوج الفقه، ذلك لأنهم كانوا يتلقون الوحي في حمى الأحداث اليومية، لأن القرآن نزل مع الأحداث الرسالية يوما بيوم، وقد علل القرآن ذاته نزوله التدريجي بتثبيت آياته فقال لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا [1]. فإذا شئنا تفهم الكتاب فلا بد أن نعرض عليه الأحداث اليومية، ليكشف لنا حقائقها الكامنة. جاء في الحديث عن الإمام علي عليه السلام قال

[سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه واله يَقُولُ: أَتَانِي جَبْرَئِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِكَ فِتْنَةٌ. قُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا؟ فَقَالَ: كِتَابُ الله فِيهِ بَيَانُ مَا قَبْلَكُمْ مِنْ خَيْرٍ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ...]

[2]. في هذا الحديث: أمر الله بعرض الفتنة على القرآن لمعرفة حكم الله فيها، وهو نوع من تطبيق القرآن على الحياة الواقعية. وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه واله

[فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ‌][3].


[1] الفرقان: 32.

[2] بحار الانوار: ج 89، ص 24.

[3] الكافي: ج 2، ص 598.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست