هو الإستفادة من بعض الإضاءات في مقاصد السور. ومن باب المثال في
سورة (محمد) سنجد هذه الرواية عن الصادق عليه السلام أنه قال
[مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعِرفَ حَالنَا وَحَالَ أَعْدَائِنَا
فَلِيقْرَأ سُورَةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله فَإِنَّهُ يَرَاهَا آَيَةً فِيْنَا
وَآَيةً فِيْهِم] [1].
فتدور محاور هذه السورة- التي تتميز بالتركيز- على بيان الأمثال
للناس .. حيث تتوالى آياتها، لبيان مثالب الكفار والمنافقين، وتقارنها بصفات
المؤمنين، ولعل (17) مفارقة بين الفريقين تنطوي عليها السورة مما يثير التساؤل
لماذا هذا التركيز في سورة محمد على الفرق بين الفريقين!. أليس مِنْ أجل تمييز خط
النفاق عن الخط الرسالي؟.
4- اختلاف الرواية
بما أن القرآن لا ينحصر في مورد نزوله، ويتسع للمصاديق المتجددة،
فيجري في الزمان كالشمس تنطبق آياته كل يومٍ على حقائق جديدة. من هنا كان إختلاف
الروايات (في بيان المصاديق) طبيعيًّا جدًا.
نعم ثمة اختلاف من باب التفسير، مما يتطلب المعالجة الفنية من أهل
الخبرة. ونسجل هنا ملاحظتين
الأولى: أن الآية قد تكون قابلة للروايات المختلفة من حيث تنوع
مشاهدها. لاحظ مثلًا آية وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ
كُلَّهَا[2] فقد وردت مجموعتان من الروايات حول الآية، فهناك
روايات تدل على أنّ التعليم كان أسماء عن الأشياء: الماء والجبال ... وهناك مجموعة
تدل على أنّ السؤال كان عن الأنوار المحيطة بالعرش، ولكن بالرغم من ذلك فإنّ الآية
جامعة للصنفين، فلا منافاة بين أن يكون التعليم عامًّا، بينما كان السؤال خاصًّا،
ولا ضير في ذلك، ولعلَّ تغيّر الضمائر في الآية يدل على ذلك.
الثانية: أحيانا (وهو الغالب) يكون للآية مطالع متعددة، وكل رواية
تشير لأحدها، وإنما تشير الرواية له بخصوصه لمناسبة ما تتعلق بالسائل أو الظرف،
وهكذا. وهذا في القرآن منه كثير فضلا عن الروايات.
ويمكن ملاحظة الروايات الواردة في تفسير النعمة في القرآن، فنجد تعدد
التفسير (النعم المادية ... نعمة الولاية)، وحينها تكون الآية شاملةً لآفاق تكشفها
الروايات بحيث يكون المعنى يجمع تلك التفسيرات.