responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 87
عبادة اللّه الذي صنعهم فأتقن صنعهم وخلقهم، فأعطى كل شي‌ء خلقه، والذي جعل لهم الأرض بساطا ليستقروا عليها، والسماء سقفا مبنيا مرفوعا وأنزل منه ماء وطهورا، وشق الأرض شقا فأخرج منها ما أخرج من الثمرات والرزق‌ { أنّا صببنا الماء صبّا ثمّ شققنا الأرض شقّافانبتنا فيها حبّاو عنبا وقضبا وزيتونا ونخلاو حدائق غلباو فاكهة وأبّامتاعا لكم ولأنعامكم } [1]، نعمة وفضلا منه على عبده‌ { و ان تعدّوا نعمة اللّه لاتحصوها فلاتجعلوا للّه أندادا وأنتم تعلمون } .
ثم إن هذه الآيات الكريمة نقاطا تجدر الإشارة إليها:
الأولى: وصفه تبارك وتعالى لنفسه بالخلق دون سائر الصفات كالرزق والعلم والقدرة وغيرها.
فإن الظاهر أن ذلك لتحريك إحساس العبد نحو فطرته وايقاظ شعوره الوجداني، ليكون هو المحفز، أو بالأحرى الموجب لإيمان العبد باللّه وتسليمه في مقابله.
إذ الخلق يختلف عن سائر الصفات من هذه الناحية اختلافا كبيرا، فإن كثيرا ممن غفلوا عن فطرتهم وتناسوها قد لايلتفتون إليها، ومن ثم فلايؤمنون بوجود اللّه، بصرف تنبيههم على مصدر علمهم أو رزقهم، بل ويبقى كثير منهم على جهله زاعما أن ما لديه ليس إلا نتيجة حضوره مجالس العلم واستماعه لمحاضرات استاذه ومن ثم إتعاب نفسه في المطالعة والتحضير، أو انه من كدّ يمينه وعرق جبينه وتحمل صعوبات العمل ومشاقه.
و هو بخلاف الخلق، حيث لاأظن أن المنصف إذا تأمل فيه يمكنه إنكار الخالق اللهم إلا أن يكون قد أمات احساسه الفطري أو سحق عليه وغض نظره عنه بعد التفاته إليه، فإن شأن المدرك يجل عن الالتزام بالصدفة والمادة

[1]عبس، الآية: 25-32

نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست