responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 72

التفسير


قوله: { و من النّاس. . . الخ } ، هذه الآيات والآيات العشر التي تتلوها، بيان للصنف الثالث من الناس، وهم المنافقون الذين يظهرون الإيمان حقنا لدمائهم، ويبطنون الكفر والشرك، فيقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم، في قبال الذين يظهرون ويبطنون الإيمان، والذين يظهرون ويبطنون الشرك، فإن هؤلاء اتعس من الكفرة بمراتب، إذ أن ضرر المنافق الذي يظهر الإيمان والأخوة والمحبة، ويقول ذلك بلسانه فيطلع على عورات الإنسان ونقاط ضعفه وأسراره-و ما هو بمؤمن في قلبه-أكثر بكثير من الذي يجاهر بالكفر والعداء، فإنه يسهل الاحتراز والتجنب عنه.
قوله: { يخادعون اللّه } ، قيل في توجيهه: إنهم كانوا يخدعون النبي صلى اللّه عليه واله والمؤمنين، فيخفون أمرهم عليهم، وإنما نسب إليه تعالى لأن النبي صلى اللّه عليه واله خليفة اللّه وطاعته طاعته وعصيانه عصيانه، فهو نظير قوله تعالى: { إنّ الذين يبايعونك إنّما يبايعون اللّه } [1]، أو لأنهم يعملون عمل المخادع.
و ليس منشأ هذه التأويلات إلا ما توهمه اللغويون وتبعهم عليه غيرهم من أن صيغة المفاعلة تدل على صدور الفعل من اثنين، وحيث انه محال في حق اللّه تعالى فإنه لايخدع ولا ينخدع، فلابد من التأويل بحمل خداعهم على خداع النبي صلى اللّه عليه واله، وإسناد الخداع إلى اللّه على الجري والمشابهة في التعبير نظير قوله تعالى: { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } [2]،

[1]الفتح، الآية: 10

[2]البقرة، الآية: 194

نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست