قبل نزول سورة الحجر، هذا مضافا إلى أن الصلاة قد فرضت بمكة ومن الواضح انه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب.
و من هنا يظهر ضعف القول الثاني، وأمّا القول الثالث فهو وإن ذهب إليه جملة
من المفسرين-منهم النسفي في تفسيره-و قد يشهد له تسميتها بالسبع المثاني،
إلا أنه لا دليل عليه، ويبعّده أن نزولها مرتين يقتضي ذكرها في الكتاب
العزيز كذلك، كما هو الحال في بعض الآيات من سورة الرحمن وغيرها.
و أما القول الأخير فهو مضافا إلى شذوذه، مناف لما ذكرناه في ترجيح القول الأول.
فضلها:
ثم إن فضل هذه السورة أشهر من أن يخفى وكفاها فضلا لزوم قراءتها في كل
الصلاة مرتين، وجعله تعالى لها عدلا لتمام القرآن في سورة الحجر، حيث قال
جل اسمه: { و لقد ءاتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } و الروايات في فضلها من الفريقين متظافرة ومتواترة، ففي بعضها انها أفضل سورة في القرآن[1]، وفي بعضها الآخر تسميتها بأم الكتاب، وأساس القرآن-كما عن ابن عباس-.