responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 56
{ و مما رزقاناهم ينفقون } : ذهب ابن عباس الى كون المراد بها هو الزكاة، لاقترانها بالصلاة في كثير من الآيات. وقيل: إن الرزق هو ما للحي الانتفاع به على وجه لا يكون لأحد منعه منه، وعلى هذا الأساس قيل: إنه لا يطلق على الحرام، لأنه ممنوع منه على ان المنفق منه لا يستحق المدح.
و عن ابن مسعود: أن المراد بالآية هو نفقة الرجل على أهله، وعن الضحاك: أنه التطوع بالنفقة فيما يقرّب من اللّه.
و كيف كان: فالظاهر أن المراد بالآية الكريمة عام يشمل نفقات الأهل، والزكاة واجبة كانت أم تطوعية، بل يعم المال وغيره، والذي يدلنا عليه-مضافا إلى أن ما ذكروه تخصيص للآية بلا مخصص-ما ورد عن الصادق عليه السّلام في تفسيرها، قال: «و مما علمناهم يبثون»[1]، وفي رواية اخرى عنه عليه السّلام أيضا: «و مما علمناهم يبثون ومما علمناهم من القرآن يتلون»[2].
ثم إن في تقديم المفعول على الفعل دلالة واضحة على أهمية الانفاق في نظر الشارع المقدس، وأن المؤمن لا يكون مؤمنا إلا أن يبذل لأخيه المحتاج مما هو أعز الامور عنده ألا وهو المل والثروة { لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا ممّا تحبون } [3]، فإن الإيمان ليس بأداء الصلوات والصيام وسائر العبادات البدنية، بل المؤمن إنما يثبت إيمانه حقا إذا قام بما يجب عليه في أمواله، وواسى أخاه في حاجته.
و لعل المتأمل في احوال الذين يدّعون الإيمان في عصرنا يقف على صحة ما نقول، فإن كثيرا من الذين يواظبون على اداء الواجبات البدنية في أفضل أوقاتها، بل وكثيرا من المندوبات يبخلون بدفع الدرهم الواحد من‌

[1]الميزان 1/47 نقلا عن تفسير العياشي

[2]الميزان 1/47 نقلا عن معاني الأخبار

[3]آل عمران، الآية: 92

نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست