responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 28
العاجز والمتحير في مقام شكر مولاه المطلق، ففي العيون عن علي عليه السّلام أنه سئل عن تفسيرها فقال: هو ان اللّه عرّف عباده بعض نعمه عليهم جملات، إذ لايقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل، لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف، فقال: قولوا الحمد للّه على ما أنعم به علينا، فهو أروع وصف وأبدع شكر وأحسن ثناء يمكن للعبد أن يطريه على مولاه ويؤديه في هذا المقام.
فقد روى صفوان الجمال عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال لي: «ما أنعم اللّه على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال: الحمد للّه، إلا أدّى شكرها»[1]، وروى حماد بن عثمان قال: «خرج أبو عبد اللّه عليه السّلام من المسجد وقد ضاعت دابته، فقال: «لئن ردّها اللّه عليّ لأشكرن اللّه حق شكره»قال: فما لبث أن أتي بهات، فقال: «الحمد للّه»فقال له قائل: جعلت فداك أليس قلت: لأشكرن اللّه حق شكره؟ فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: «ألم تسمعني قلت: الحمد للّه؟»، وفي كشف الغمة عن الصادق عليه السّلام قال: «فقد لأبي عليه السّلام بغلة فقال: لئن ردها اللّه عليّ لأحمدنه بمحامد يرضيها، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها، فلما استوى وضم إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء وقال: الحمد للّه، ولم يزد، ثم قال: ما تركت ولاأبقيت شيئا، جعلت أنواع المحامد للّه عز وجل، فما من حمد إلا وهو داخل فيها».
فهو رب الانس والجن ومالك الأكوان وخالق الخلق كلهم، وهو الرحمن بما أفاض على خلقه من برهم وفاجرهم، صالحهم وطالحهم، من النعم الظاهرة والباطنة، والرحيم بما تفضل من إثبات تلك النعم عليهم وعدم سلبها منهم، رغم كثرة معاصيهم وتقصيراتهم في امتثال أوامره. وهو مالك يوم الجزاء والحساب يغفر لمن يشاء ويؤاخذ من يشاء.

[1]اصول الكافي ج 2باب الشكر ح 14

نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست